وبحسب الإحصاءات التي حصل عليها مراسل سبوتنيك في دير الزور، فإن قوات الاحتلال الأمريكي قامت بتنفيذ أكثر من 85 عملية إنزال جوي خلال العام الحالي 2021 على مختلف المناطق والمدن والبلدات في أرياف دير الزور، بمعدل 7.8 إنزال جوي في كل شهر.
وتركزت عمليات الإنزال في المنطقة الممتدة من بلدة جديد عكيدات إلى البصيرة إلى ذيبان والشحيل والزر وأقل منها في ريف دير الزور الغربي، أما في الريف الشمالي فتركزت في بلدتي الصور وأبو النتيل.
وبحسب ناشطين فإن استهداف هذه البلدات كان لكثرة العمليات التي يقوم بها أبناء العشائر العربية ضد مسلحي "قسد" الموالين للجيش الأمريكي والمقررات العسكرية التابعة لهم.
عمليات الإنزال الجوي التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي خلال العام الحالي كان عنوانها الأبرز هو العشوائية، فأكثر من 90% من الذين تم اعتقالهم خلال عمليات الإنزال، تم الإفراج عنهم بعد فترة قصيرة لعدم إثبات تورطهم في عمليات ضد قوات الاحتلال الأمريكي والمسلحين الموالين له في تنظيم "قسد"، كما أن معظم أسباب الاعتقالات كانت تقارير كيدية من مسلحي التنظيم الذي تعمل على إقناع القوات الأمريكية بضرورة استمرار تواجده على الأراضي السورية عبر توجيه تهم الإنتماء لتنظيم "داعش" لأبناء العشائر العربية الرافضين تواجدهم في بلداتهم.
عمليات الإنزال الجوي التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي كانت في معظمها قاسية على أبناء دير الزور حيث شهدت الكثير من عمليات الإنزال سرقة المنازل التي تمت مداهمتها، إضافة إلى قتل أكثر من عشرين شخص خلال عمليات الإنزال الجوي .
وفي شهادات حصلت عليها "سبوتنيك" من بعض المعتقلين الذين اقتادتهم قوات الاحتلال الأمريكي خلال عمليات الإنزال الجوي إلى جهات مجهولة، أكد البعض منهم أنه بقي على متن الطائرة قرابة الساعتين ذهابا وإيابا، ما يدل على أن الجهة التي تم اقتيادهم إليها هي كردستان العراق أو لربما قاعدة التنف اللاشرعية، فيما قال البعض الآخر أنه تم إطلاق سراحهم من قاعدة حقل العمر النفطي الذي تتخذه قوات الاحتلال الأمريكي كقاعدة عسكرية لها.
تكثيف عمليات الاعتقال والإنزالات الجوية التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي والعناصر الموالية له، لم تمنع أبناء العشائر العربية من التعبير عن رفضهم بشكل مستمر للتواجد الأمريكي في المنطقة سواء عبر المظاهرات أو قطع الطرقات أو مهاجمة دوريات العسكرية لقسد والمقرات التابعة له لتبقى المنطقة في حالة من الفوضى، وهي ما يبحث عنه الموالين لقوات الاحتلال الأمريكي في المنطقة للحفاظ على شماعة البقاء التي تتخذها أمريكا للبقاء شرق سورية ونهب ثرواتها الزراعية والنفطية.