إضراب أسرى حماس عن الطعام.. هل ينجح في وقف الإجراءات الإسرائيلية بالسجون؟

بعد نجاحه مؤخرًا في اقتناص العديد من المزايا، قرر أسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بسبب الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم واستمرار مسلسل التنكيل.
Sputnik
أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "حماس"، عن انطلاق مرحلة الإضراب عن الطعام في إطار المعركة مع إدارة السجون الإسرائيلية.
اتهام إسرائيل بالتنكيل بأسيرات فلسطينيات و"حماس" تتوعد
وقال مراقبون إن الإضراب عن الطعام بات وسيلة فعالة يلجأ إليها الأسرى الفلسطينيون لدفع الإجراءات التعسفية والتنكيل الذي تقوده إسرائيل بحقهم داخل السجون، مؤكدين أن إسرائيل سوف تخضع لمطالبهم في النهاية.
إضراب أسرى حماس
وقالت الهيئة العليا في بيان، أمس الأحد: "في إطار المعركة المفتوحة مع إدارة سجون الاحتلال، نعلن خلال الساعات المقبلة عن فصل آخر من فصول المعركة بدخول الفوج الأول من المضربين عن الطعام، يتقدمهم القادة الرموز".
وكشفت الهيئة أن خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام يتبعها حل فعلي للتنظيم، وقالت إن "لهذه الخطوة ما بعدها".
وبدأت المواجهة الحالية مع إدارة السجون الإسرائيلية بعد الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له الأسيرات والأسرى في قسم "12" بسجن "نفحة"، وفقا لروسيا اليوم.
جدوى الإضراب
اعتبر مصباح أبوكرش، المحلل السياسي الفلسطيني، أن قرار أسرى حماس بالإضراب عن الطعام يكشف للجميع حقيقة الظروف الصعبة التي يواجهونها داخل السجون الإسرائيلية وخاصة في الآونة الأخيرة التي تعرض فيها هؤلاء الأسرى الأبطال لأشكال معاناة مضاعفة تضاف لمعاناتهم الأساسية كونهم يعيشون خلف قضبان الأسر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يبدو أن أسرى حماس أدركوا جيدا من خلال ما يتعرضون له من انتهاكات داخل السجون الإسرائيلية أن صمتهم عن ذلك سيعني مواصلة القيام بمثل هذه الانتهاكات وحدوث المزيد منها.
الأسرى الفلسطينيون يواصلون خطوات احتجاجية رفضا لسياسات مصلحة السجون الإسرائيلية
ويرى أبوكرش أن تجربة إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام أكدت جدواها وقدرتها على تحقيق النتائج المرجوة من خلال هذه العملية؛ فلا نذكر أن تجربة فلسطينية جادة من هذا النوع لم تحقق أهدافها.
وتابع: "لا أستبعد قيام إدارة السجون الإسرائيلية بالتراجع عن الأسباب التي قد تؤدي لحدوث هذا الإضراب فعليا وبذلك يتحقق لأسرى حماس ذلك الانتصار على ظلم السجان الإسرائيلي لهم بمجرد التلويح بالإضراب عن الطعام".
تنكيل مستمر
من جانبها قالت الدكتور حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن هذه ليست المرة الأولي التى يُضرب فيها الأسرى الفلسطينيين عن الطعام وإنما حتى يومنا هذا يواصل بعض الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون إسرائيل، رفضا لاعتقالهم الإداري وما تعرضت له الأسيرات الفلسطينات من انتهاكات الأسبوع الماضي.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، تعتبر قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية عنواناً بارزاً في مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال؛ فالأسير الفلسطيني له منزلة كبيرة في وجدان شعبه لما يمثله من قيمة نضالية، كما غدا نموذجاً يُحتذى في الصمود والبطولة ومقاومة المحتل.
وترى المصري أن قرار أسرى حركة "حماس" بالسجون الإسرائيلية، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام؛ يأتي رفضا للانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى خصوصًا مع استمرار حالة التوتر وعمليات التنكيل داخل السجون الإسرائيلية، وحرمان الأسري من زيارة ذويهم، والمتجر الذي يشترون منه احتياجاتهم الخاصة، فضلا عن سحب كافة الأجهزة الكهربائية وخاصة داخل سجن نفحة.
وتابعت: "لذلك ممكن أن تكون هذه الوسيلة مفيدة في الضغط على إسرائيل بتخفيف الإجراءات التنكيلية والتعسفيه ضد الأسري الفلسطينيين".
نادي الأسير الفلسطيني: عشرات الأسرى في سجون إسرائيل يتعرضون للتنكيل
وأكدت أن بحسب آخر الإحصائيات، فإن إسرائيل تعتقل داخل سجونها نحو 4550 فلسطينياً، بينهم 170 قاصراً، ونحو 500 معتقل إداري، و32 أسيرة.
وفي وقت سابق، توعّدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بـ"معركة طويلة ومفتوحة"، رداً على إجراءاتها القمعية ضد الأسرى والأسيرات، وحمّلتها مسؤولية التدهور الحاصل ومجريات الأحداث، وفقا للميادين.
وكانت الهيئة قد ذكرت أن عشرات الأسرى يستعدون لخوض معركة الإضراب المفتوح، وقالت في تصريح لها: "لا يمكننا الصمت في ظل ما يتعرّض له الأسرى المضربون عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري، ولن نتركهم وحدهم".
وأكدت أنها لن تسمح "باستفراد إدارة السجون بأي أسير مهما كان انتماؤه التنظيمي، وستكون سداً منيعاً في التصدّي للسجّان والحفاظ على منجزات الحركة الأسيرة".
مناقشة