أنا في منطقة تشرف على الميناء، ومازالت سحب الدخان حتى الآن تتصاعد من المكان، ما يدل على أن الأضرار جسيمة تقدر بالمليارات، لاسيما وأن المرفأ هو المنفذ الرئيسي للاقتصاد الوطني، والتجار، والمواطن. هذه رسائل واضحة بالنار من تل أبيب ولابد من الردع، وبالرغم من إدانة هذه الإعتداءات في أستانا منذ بضعة أيام إلا أن إسرائيل لم تتوقف، المرفأ متضرر بشكل كبير وإعادة ترميمه سيأخذ وقتا طويلا وسيكلف أموالا لايستهان بها، وهذا شبيه بما حدث في تفجير مرفأ بيروت، لأن لبنان وسوريا لم تخرجا من معادلة إسرائيل التي تريد شل الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين وتجويع الشعبين.
في الواقع نحن أمام مسارين متوازيين، الأول تتخذه إسرائيل من خلال زيادة توسعها الاستيطاني الذي لن تتراجع عنه مهما حدث، لأن المسار المقابل إنشائي فقط، صحيح أن بيان الإدانة يأتي من مبادئ الجامعة والدول العربية بأن الجولان عربي سوري، لكن لا تحرك جدّي في المحافل الدولية ولا أوراق ضغط مؤثرة تملكها الدول العربية لتتراجع إسرائيل عن ممارساتها.
لبنان واحتمال فشل إجراء الانتخابات النيابية
إنه لا توجد ظروف موضوعية لتنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري، وحتى الآن لم يوقع الرئيس اللبناني على المرسوم ولم نتأكد بعد إن كان سيوقع أو لا، ولكن جميع المعطيات تشير إلى أن البيئة المحلية والإقليمية والدولية غير ملائمة لتنظيم الانتخابات، وبالتالي يرجح حدوث أحد الخيارين، إما التمديد المزدوج للبرلمان ورئيس الحكومة بنفس الوقت، أو الدخول في فراغ سياسي.