ماذا حدث في إيران داخليا وخارجيا عام 2021؟

يعتبر عام 2021، عام التجديد في القيادة الإيرانية، والتقدم في البرنامج النووي، والبدء بمفاوضات مع مجموعة "4+1" (فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)، حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الصفقة النووية.
Sputnik
طهران - سبوتنيك. وشهد هذا العام في إيران تحديات على مختلف الأصعدة، الداخلية والإقليمية والدولية، كانت أبرزها العقوبات الأمريكية، التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وشملت العقوبات شركات في إيران والصين والإمارات والكويت ولبنان؛ لقيامها بأعمال تجارية مع شركة خطوط شحن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيضا ثلاث كيانات إيرانية، بسبب أنشطة تتعلق بنشر الأسلحة التقليدية.
ومن أبرز الأحداث على الساحة الإيرانية، في 2021، الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، إضافة للمفاوضات النووية في فيينا، وإجراء 4 جولات محادثات مع السعودية.
وطغت على المشهد على الساحة الداخلية والدولية، العديد من الملفات منها، موجات كورونا التي حصدت الكثير من أرواح مواطنيها، كذلك توقيعها وثيقة تعاون استراتيجي مع الصين.
كما شهد العام الحالي، تطور في العلاقات الإيرانية - الروسية، حيث توثقت العلاقات بين البلدين بشكل أكبر، وخاصة على صعيد السياسة والتعاون؛ فيما يخص عودة الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق النووي، ومواجهة سياسة القطب الواحد التي تتبعها واشنطن تجاه الدول، والحل السياسي في سوريا، وعودة المهجرين إلى هذا البلد.
تخصيب اليورانيوم
بينما كانت إيران محور تركيز ترامب، خلال سنوات ولايته الأربع، حيث حاول إجبار طهران على الدخول في محادثات جديدة، حول برامجها النووية والصاروخية، وأنشطتها في الشرق الأوسط؛ إلا أن هذا التركيز انخفض بعض الشيء بعد انتقال السلطة في البيت الأبيض إلى الديمقراطي جو بايدن.
واستقبلت طهران وصول بايدن إلى السلطة، بالتشكيك، ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة؛ في تحرك ينتهك الاتفاق النووي المبرم، عام 2015، مع القوى الدولية الكبرى.
وفي بداية أيلول/ سبتمبر، قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنها فرضت عقوبات على أربعة عملاء للمخابرات الإيرانية، لوقوفهم وراء مؤامرة فاشلة لخطف صحفية، وناشطة أمريكية من أصول إيرانية.
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الادعاءات بالكاذبة؛ وأكدت طهران، أن هذه مؤامرة لا أساس لها.
كذلك، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، فرض عقوبات على 34 شركة، منها 8 شركات وأفراد، منها صينية وإيرانية وإماراتية، ساعدت في تطوير البرنامج العسكري الإيراني.
الاستحقاق الرئاسي
وتزامنا مع كل ذلك، تجهزت إيران للدخول في أكبر استحقاق دستوري؛ وأعلنت عن إجراء انتخابات رئاسية، في منتصف العام، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفا للإصلاحي حسن روحاني.
وفي الـ 18 من يونيو/حزيران، أجريت الانتخابات، وحصل رئيسي على نحو 62 في المئة من أصوات الناخبين؛ فيما بلغت نسبة المشاركة نحو 49 في المئة، وهي الأدنى، منذ تأسيس الجمهورية، عام 1979.
الاتفاق مع الصين
قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في نهاية مارس/آذار، بتوقيع وثيقة للتعاون الاستراتيجي والتجاري، مدتها 25 عاما، مع الصين؛ في إطار مشروع "الحزام والطريق" الصيني.
وتشمل الوثيقة زيادة التعاون العسكري بين البلدين، ليتضمن تدريبات عسكرية مشتركة، وتطوير الأسلحة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية؛ دون الإشارة إلى بقية أوجه التعاون الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الواردة في الوثيقة.
وزير خارجية إيران يؤكد حضروه أولمبياد بكين ونظيره الصيني يشيد بجهود طهران في محادثات فيينا
المفاوضات النووية والحوار مع السعودية
بينما انطلقت مفاوضات نووية في فيينا بين إيران ومجموعة "4+1"، بمشاركة أمريكية غير مباشرة، لإحياء الاتفاق النووي؛ كان يجري على الطرف المقابل، محادثات بين السعودية وإيران في بغداد.
واستقبلت بغداد أربع جولات من المحادثات بين الرياض وطهران، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، الذين انقطعت علاقاتهما الدبلوماسية، منذ يناير/كانون الثاني 2016.
وأجريت 6 جولات مفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني؛ لم يتم التوصل خلالها إلى نتيجة، حتى الآن.

وأعلنت الأطراف، أن المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج جدية، تعيد أطراف الاتفاق النووي إلى الالتزام بتعهداتهم في الاتفاق.
وباء "كوفيد 19"
وعلى الصعيد الوبائي، دخلت إيران في الموجة الرابعة من جائحة كورونا، وانتشرت السلالة البريطانية فيها، وأزهقت مئات الأرواح؛ الأمر الذي دفع الحكومة الإيرانية الى فرض عزلا عاما، مدته عشرة أيام، في مسعى للسيطرة على هذه الموجة.
وفي هذه الأثناء، وطوال شهر آب/أغسطس، كانت الجمهورية الإسلامية تحاول السيطرة على الموجة الخامسة من وباء كورونا، التي كانت تزهق عشرات الأرواح يوميا.
وأعلنت وزارة الصحة، أن كورونا كان يصيب شخص كل ثانيتين، ويحصد روح شخص كل دقيقتين ونصف؛ الأمر الذي كان قد يتسبب بفاجعة على مستوى البلاد
احتجاجات على شح المياه
في 21 تموز/ يوليو، تصاعدت حدة الاحتجاجات في شوارع خوزستان، جنوب غربي إيران، وهي المحافظة الغنية بالنفط، بسبب نقص المياه؛ في وقت تعاني إيران من انخفاض نسبة الأمطار مقارنة بأعوام سابقة.
وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، إن ضابطا في الشرطة الإيرانية قتل برصاص "مثيري شغب" في محافظة خوزستان، وأن شخصا قتل أيضا برصاص قوات الشرطة.
وفي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، شهدت أصفهان، ثالث أكبر مدينة في إيران، احتجاجات على نقص المياه في نهر "زاينده رود"، أكبر نهر في المنطقة، والذي تعرض للجفاف بسبب شح الأمطار.
واشتبك مئات المحتجين مع الشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على مثيري أعمال شغب، ما أدى الى وقوع ضحايا وإصابات في صفوف المحتجين وقوات الشرطة.
بروز طالبان
سيطرت حركة طالبان الافغانية على أفغانستان، البلد الجار لإيران، بعد إعلان الرئيس جو بايدن، سحب القوات الأمريكية منذ هذا البلد، بعد تواجد دام 20 عاما.
وراقبت طهران الموقف بقلق بعد سيطرة طالبان على كابول؛ إلا أنها رحبت بانسحاب القوات الأمريكية من البلد الجار.
هجوم سيبراني
في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أدى هجوم سيبراني إلى تعطيل أنظمة توزيع الوقود المدعوم في محطات الوقود الإيرانية، بعد سلسلة هجمات سيبرانية مماثلة تعرضت لها البلاد، عام 2020.
وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني، تعطل محطات الوقود في أنحاء البلاد بسبب هجوم سيبراني، موضحا أن التعطل أدى الى حدوث ازدحاما شديدا في محطات الوقود، وعطل حياة المواطنين.
من جهته، قال الرئيس الإيراني، إن الهجوم هدف إلى "تعطيل حياة الناس"، لإثارة غضب المواطنين، "من خلال خلق الفوضى والاضطراب في حياتهم".
العلاقات بين طهران وأبوظبي
في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، في طهران، الرئيس الإيراني رئيسي، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني؛ في إطار زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2016، واستهدفت توطيد العلاقات بين البلدين.
وعبر شمخاني، عن أمله في أن تكون زيارة طحنون بن زايد إلى طهران، بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وتفسح المجال أمام توطيد العلاقات الثنائية.
مسؤول أمريكي يزور الإمارات لتحذير شركات غير ممتثلة للعقوبات على إيران
مناقشة