وأعرب ليفاندوفسكي عن سعادته بما قال إنه "تطور سريع" لكرة القدم النسائية، ما جعلها تستحوذ على قلوب ملايين المشجعين في جميع أنحاء العالم، واصفا بوتياس بأنها أفضل لاعبة في العالم وأنها مليئة بالشغف والحب للعبة وتعد مصدر إلهام للعديد من الشباب.
جاءت كلمات النجم البولندي بعد لقاء ثان جمعه باللاعبة الإسبانية في حفل توزيع جوائز "غلوب سوكر"، حيث فازت بوتياس بلقب أفضل لاعبة في العالم، فيما حاز هو على جائزة أفضل لاعب وهداف للعام.
يأتي اللقب الكبير لبوتياس بعد أسابيع قليلة من حصولها على جائزة الكرة الذهبية "بالون دور" كأفضل لاعبة كرة قدم نسائية في العالم، وهي الجائزة التي ينظر إليها كثيرون باعتبارها الأكثر تقديرا لمحترفي اللعبة.
وعكس التفاعل الكبير لجمهور كرة القدم مع رسالة البولندي، هذا التطور الذي تحدث عنه في كرة القدم النسائية، وخاصة الأداء المذهل الذي قدمته لاعبة الوسط الهجومي على مدار الموسم الماضي ومساهمتها في حصد الألقاب الجماعية قبل الفردية.
في الحقيقة كان أداء بوتياس مذهلا على المستوى الفردي، وبعيدا عن حصد الألقاب مع فريق برشلونة، فإنها تعطي مثالا أقرب للاعبين رجال مثل ميسي ورونالدو في القدرة على تغيير المفاهيم الثابتة عن كرة القدم لما يقدمه أمثال هؤلاء من متعة واحترافية.
كيف بدأت مسيرة بوتياس؟
نشأت وترعرعت أليكسيا بوتياس في بلدة صغيرة تدعى موليت ديل فاليس على بعد 25 كيلومترا خارج عاصمة إقليم كاتالونيا، وهي من مواليد عام 1994، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان".
مارست كرة القدم لأول مرة في ساحة بجوار مقر البلدية، وكانت الفتاة الوحيدة بين جميع الأولاد، وانضمت إلى نادي برشلونة عام 2006، عندما كانت تبلغ 12 عاما، وبعدما قضت 4 سنوات في ناد محلي صغير.
لكن الحلم الذي لطالما راودها لم يدم طويلا، وغادرت النادي بعد عام بسبب إعادة الهيكلة، لتنضم بعد ذلك إلى إسبانيول الذي لعبت له طيلة 5 سنوات، لكنها لم تشارك ضمن صفوف الفريق الأول قبل سن السادسة عشر.
وفي عام 2011، انتقلت للعيش في فالنسيا وتعاقدت مع فريق ليفانتي، ورغم أن كرة القدم النسائية كانت تفتقر للصخب في ذلك الوقت، لكن سمعتها كانت أقوى واجتذبت اهتمام غير عادي بعدما فازت بميدالية برونزية مع منتخب إسبانيا تحت 17 عاما.
وخلال هذا الموسم شاركت بوتياس في كل مباريات ليفانتي وسجلت 15 هدفا في 34 مباراة، وبدت مهاراتها الفنية والتكتيكية في تطور مستمر سواء بالكرة أو دونها.
لكن ورغم روعة هذا الموسم، فإن الحزن طغى على هذه المسيرة الحافلة، بعد وفاة والدها بشكل مفاجئ وهي بالكاد في السابعة عشر من عمرها.
الانفجار مع برشلونة
في الصيف التالي، التقى تشافي لورينز الذي كان مشرفا على تطوير الفريق النسائي لفريق برشلونة، ببوتياس وعرض عليها العودة إلى النادي الكتالوني.
رغم الخسارة التي يشكلها رحيل بوتياس عن ليفاتني إلا أن مدرب الفريق أكد لأمها، إيلي، إنه إذا كانت أليكسيا سترحل عن فريقه فيجب أن تذهب لأحد الأندية الثلاثة الكبرى، لذلك عندما علم أنها ذاهبة إلى برشلونة "لم يجد ما يقوله".
اعترف لورينز لاحقا بأن برشلونة كان يتتبع دائما بوتياس، وعلى مر السنين، أصبحت جزءا مهما في فريقه، ويقول إنها كانت دائما مسؤولة وملتزمة، ولكنها أيضا تنافسية.
وقال لورينز الذي درب اللاعبة بين عامي 2012 و2017: "في برشلونة، تطورت بوتياس إلى لاعبة أكثر نضجا وثقة. لقد اكتسبت الكثير من الشخصية خارج ملعب كرة القدم، وكانت تتعلم من تجاربها، وخاصة من خسارتها".
وترى بوتياس أن فرص النساء في ممارسة كرة القدم أصبحت سواء مع الرجال إذ تقول لصحيفة "ذا بلايرز تربيون": "منذ 20 عاما، كنت أنا وحدي والبقية كانوا جميعا من الأولاد (يلعبون كرة القدم في الشارع)، والآن، هناك العديد من الفتيات، أحيانا أكثر، وأحيانا أقل".
وتضيف: "أنا على ثقة من أنه بالنسبة للجيل القادم، سيكون هذا أمرا طبيعيا تماما وأنا واثق من أن الجميع سيحصلون على نفس الفرص، سواء كانوا من الفتيان أو الفتيات".
أرقام بوتياس
خلال الموسم الماضي، قادت اللاعبة برشلونة للفوز بالثلاثية، وسجلت 18 هدفا و12 تمريرة حاسمة. وفي الموسم الجاري تتصدر الترتيب أيضا بـ12 هدفا وصناعة 10 آخرين، بحسب موقع "جيف مي سبورت".
حققت بوتياس 5 ألقاب للدوري الإسباني مع برشلونة، و6 للكأس، ولقب وحيد في دوري أبطال أوروبا وآخر للسوبر المحلي، ويطلق عليه الكثيرون لقب "ملكة برشلونة". هي أول شخص إسباني يحصل على لقب "بالون دور" منذ 61 عاما، والثانية على الإطلاق.
هي أيضا أكثر لاعبة تشارك مع منتخب إسبانيا للسيدات، بواقع 92 مباراة سجلت خلالها 22 هدفا منذ 2013 حتى الآن، وهي رابع أكثر لاعبة ترتدي قميص برشلونة.
إجمالا سجلت أكثر من 150 هدفا لنادي برشلونة، وحصلت على لقب أمم أوروبا تحت 17 عاما مرتين في عامي 2010 و2011، بحسب وكالة "فرانس برس".