ويجب أن تتزود بزجاجة ماء قبل أن تبدأ رحلتك عبر النظام الشمسي، فالأرض هي الكوكب الوحيد المعروف بوجود الماء السائل على سطحه، وتبدأ الرحلة الافتراضية التي قام بمحاكاتها فيديو من إنتاج موقع "وات إف" ، بدءا من أقرب الكواكب من الشمس إلى أبعدها.
عطارد
نبدأ بزيارة عطارد، أصغر كوكب في المجموعة الشمسية، هذا الكوكب الصخري المليء بالفوهات هو أكبر بقليل من قمرنا، ويقع بالقرب من الشمس على مسافة 58 مليون كيلومتر (36 مليون ميل)، وتبلغ مدة اليوم على عطارد 59 يومًا تقريبًا على الأرض.
وبسبب هذا الدوران البطيء، يمكن أن تهبط على النصف المشمس، حيث تصل درجات الحرارة إلى 430 درجة مئوية (800 درجة فهرنهايت)، أو ربما تهبط الجانب المظلم ، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى -180 درجة مئوية (-290 درجة فهرنهايت).
ويعد أفضل رهان هو العثور على مكان معتدل مريح في ما بينهما، ولكن الغلاف الجوي الذي يتكون أساسًا من الأوكسجين والصوديوم والهيدروجين والهيليوم والبوتاسيوم، لن تستطيع التنفس لفترة طويلة جدًا، فمن غير المحتمل أن تنجو أكثر من دقيقتين.
كوكب الزهرة
ويعد كوكب الزهرة ثاني أقرب كوكب من الشمس، ويجب أن تتوقع ترحيبًا حارًا جدًا، لأن درجات حرارة السطح تصل إلى 475 درجة مئوية (900 درجة فهرنهايت)، ويوم واحد على كوكب الزهرة يستمر 243 يومًا من أيام الأرض، ما لم يكن لديك مركبة فضائية محصنة، فلن تتمكن من الاقتراب كثيرًا من السطح، وحتى لو فعلت ذلك، فلن تستمر طويلا.
ويمتلك كوكب الزهرة غلافًا جويًا سميكًا وسامًا يحتوي على كمية من الكربون تزيد بمقدار 154 ألف مرة عن الغلاف الجوي للأرض، وهو محاط بسحب صفراء من حامض الكبريتيك، ومما سبق نستنتج أنك لن تنجو ثانية واحدة على كوكب الزهرة.
المريخ
يعج سطح المريخ بجو من ثاني أكسيد الكربون والأرجون والنيتروجين وقليل من الأكسجين وبخار الماء.
ويعد سطح المريخ باردًا، بمتوسط درجة حرارة -62 درجة مئوية (-80 درجة فهرنهايت)، اجمع بين هذه العوامل، ولن تتمكن من البقاء على قيد الحياة أكثر من بضع دقائق هنا أيضًا.
المشتري
يستحيل الوصول إلى سطحه، هذا لأنه لا يوجد أصلا سطح لهذا العملاق الغازي، هذا الكوكب هو أكثر من ضعف كتلة جميع الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي مجتمعة، وغلافه الجوي في الأساس هو الهيدروجين والهيليوم والغيوم الباردة والرياح من الأمونيا والماء.
ورغم ضخامة المشتري، لكنه يدور بسرعة، فاليوم الواحد يدوم 10 ساعات فقط على المعيار الأرضي، ولأنه سريع جدًا، فإن الغلاف الجوي لكوكب المشتري به تيارات نفاثة قوية.
إذا سقطت على الكوكب، فستدخل الغلاف الجوي بسرعة هائلة تصل إلى 49 كم / ثانية (30 ميل/ ثانية)، ومع استمرار السقوط، يصبح الغلاف الجوي أكثر كثافة واضطرابًا، بحيث تشعر وكأنك تصطدم بجدار مرارًا وتكرارًا.
إذا وصلت إلى عمق 692 كم في الساعة (430 ميلًا في الساعة)، فستجد مستويات ضغط أعلى من قاع خندق ماريانا (أعمق مكان في الأرض)، إذا لم يقتلك الضغط، فإن درجة الحرارة، التي يبلغ متوسطها -145 درجة مئوية (-229 درجة فهرنهايت)، ستفعل بالتأكيد، لن تنجو على كوكب المشتري لثانية واحدة.
زحل
إذا واصلت طريقك إلى زحل، فستجد عملاقًا غازيًا آخر بدون سطح، ومثل كوكب المشتري، اليوم هناك يدوم حوالي 10.7 ساعات، هنا ستواجه رياحًا قوية مميتة تصل سرعتها إلى 1800 كم/ ساعة (1118 ميلاً في الساعة).
مع جو غير قابل للتنفس مكون من الهيدروجين والهيليوم، زحل غير قادر على دعم الحياة، ولكن ربما سيكون لديك المزيد من الحظ على أحد أقماره، خذ تيتان وإنسيلادوس على سبيل المثال، هذان القمران لهما محيطات داخلية، والتي يمكن أن تدعم الحياة من الناحية النظرية.
أورانوس
يعد أورانوس كوكبا جليديا عملاقا، ويبلغ طول يومه حوالي 17 ساعة أرضية، لكنك ترغب في إعادة توجيه نفسك بشكل كبير، يدور أورانوس من الشرق إلى الغرب.
ولا عجب هنا أنه يحتوي أيضًا على جو غير قابل للتنفس من الهيدروجين والهيليوم والميثان، مما يمنح الكوكب لونه الأزرق والأخضر المميز ورائحته التي تشبه البيض الفاسد، وهناك بعض المخاطر الأخرى غير المعتادة على أورانوس والتي يجب أن تكون مستعدًا لها، مثل التوهجات الغامضة للأشعة السينية و"الأمطار الماسية" القاتلة، نعم، هذا الكوكب يمطر ألماسًا.
نبتون
أخيرًا وليس آخرًا، نبتون، كوكب بارد ومظلم له رياح تفوق سرعتها سرعة الصوت تصل قوتها إلى 2000 كم/ ساعة (1200 ميل في الساعة)، وهذا أسرع من السرعة القصوى لبعض الطائرات المقاتلة، لذلك إذا لم يقتلك الضغط العال، فستؤدي تلك الرياح العاتية المهمة. ويستمر اليوم على نبتون لمدة 16 ساعة أرضية، لكن حياتك هناك لن تدوم ثانية واحدة.
ويقترح الفيديو أن أكثر الكواكب التي يمكنها أن تستضيف البشر هو المشتري بشروط معينة قد تكون التكنولوجيا الحديثة قادرة على توفيرها.