فما هي الحقائق على الأرض في جبهات القتال وهل حققت قوات التحالف انتصارات فعلية في مقابل تراجع ميداني لـ "أنصار الله" في شبوة ومأرب؟
بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، في صنعاء، اللواء عبد الله الجفري، إن ما يتم ترويجه عن انتصارات لدول العدوان في جبهات القتال غير صحيح، والجميع جرب تلك الحملات طوال سنوات الحرب وتبين له أن الواقع دائما عكس ما يقولون في وسائل إعلامهم.
مكاسب صنعاء
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "استمعنا قبل أيام قليلة للإحصائيات التي أوردها الناطق الرسمي في صنعاء للعام (2020 / 2021)، التي حوت أعداد القتلى والجرحى من المرتزقة في الداخل والخارج وهي أعداد كبيرة جدا، علاوة على عمليات السيطرة واغتنام الأسلحة والمعدات.
فخلال الأسبوع الماضي تم الإعلان من جانب المتحدث في صنعاء عن تحرير محور "اليتمة" والمقصود به عدة ألوية عسكرية، وهذا المحور به أعداد كبيرة من المرتزقة الذين يقدمون خدمة مجانية للمملكة العربية السعودية وهم خط الدفاع الأول منذ سبعينات القرن الماضي وحتى بداية العدوان، وقد تم السيطرة على اللواء الأول حرس حدود واللواء العاشر وكذلك معسكر اليتمة وعدد آخر من المعسكرات، والآن الجيش يتقدمون في خط التماس مع السعودية، كما يقول الجفري.
وتابع الخبير العسكري اليمني: "كما تم أيضا قطع خط الإمداد على مدينة مأرب في سياق عملية تحرير مأرب بالكامل… إذا ما هي الانتصارات التي يتحدثون عنها، كما أن كل المحاور التي تحيط بمدينة مأرب من الجيش واللجان الشعبية لا تزال في مواقعها ومستميتة وعلى مسافات قريبة جدا من مركز المدينة لا تزيد على 7 كيلومترا، إذا الأمور حسمت عسكريا في مدينة مأرب.
واستطرد: "لكن تم فتح مسار إنساني حفاظا على أرواح المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن، حيث يرغب حزب الإصلاح في تحويلهم إلى دروع بشرية، وهناك من أبناء مأرب من يحاولون إقناع حزب الإصلاح بترك المدينة وتجنيبها أي صدام عسكري، حتى لا يصبح المواطن ضحية لهذا الصراع.
منطقة مسالمة
وحول ما يحدث في محافظة شبوة يقول الجفري إن "منطقة عسيلان التي يتحدثون عنها هي منطقة مسالمة وخاصة في بني الحارث وهي منطقة اشتباك في الوقت الراهن، حيث كانت منطقة بني الحارث محايدة لا مع هذا الطرف ولا مع الطرف الآخر، وقبل "أنصار الله" هذا الاتفاق حتى لا تكون المنطقة معرضة للاشتباكات، لكن عندما دخلت قوات العمالقة وخرقوا هذا الاتفاق صنعوا لهم انتصارات وهمية، وبناء على ذلك تم التصدي لهم وتكبيدهم أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير عدد من آلياتهم، ولم يحدث أي تقدم لدول العدوان سواء كان في الساحل الغربي أو في محافظة شبوة أو مدينة مأرب ولا حتى في الجوف، وجميعها أخبار كاذبة".
توحيد الصفوف
من جانبه يقول المحلل السياسي اليمني، عبد الحفيظ الحطامي، في اعتقادي أن التصعيد العسكري الذي حدث منذ ثلاثة أسابيع بقصف جوي بدأته قوات التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله"، واستهدفت العديد من القيادات من بينهم السفير الإيراني لدى الجماعة، تبع ذلك إعادة الحشود الكبيرة التي توجهت من الساحل الغربي بعدد من الألوية المدعومة إماراتيا، إضافة إلى القوات المدعومة من المملكة العربية السعودية ومن الشرعية، وجميع تلك القوات توجهت ناحية محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، وهناك معارك تدور منذ أربعة أيام هناك، وتمكنت القوات الحكومية من تحرير منطقة عسيلان، وهي من المناطق التي سيطرت عليها جماعة الحوثي قبل عدة أشهر.
وأضاف الحطامي في حديثه لـ"سبوتنيك": "تمكنت القوات اليمنية من التوجه إلى أكبر المديريات في شبوة، وهى مديرية بيحان، وتدور المعارك حولها الآن وهناك قتلى وجرحى من الطرفين، وإن كان طيران التحالف ساهم في إسناد الجيش، كما تتجه المعارك أيضا نحو مديرية البيضاء وربما تتجه شرقا نحو محافظة مأرب حيث تدور أيضا معارك ضارية هناك منذ عدة أشهر".
وأرجع الحطامي تقدم القوات الحكومة إلى وحدة الصف والاحتشاد الذي لم يكن موجودا خلال السنوات الماضية، وفي اعتقادي أن تلك القوات خلال الأيام الماضية يمكن أن تحرر كافة الأراضي في محافظة شبوة.
وتقود السعودية، منذ مارس/ أذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله"، هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.
أكبر تبادل للأسرى في اليمن منذ بداية الحرب
© Sputnik