لتنفيذ هذه التجربة، قام العلماء بإغراق حوت ضخم ميت في قاع المحيط، ورصد المخلوقات التي ستأتي لزيارته، حيث أغرقوا حوت عنبر بعد حمله في بارجة مستأجرة قبالة ساحل جزيرة فايال بالبرتغال.
وبحسب التقرير الجديد المنشور في موقع "hakaimagazine" واجه الفريق بقيادة فرانك ويرث، وهو مدير شركة "Pico Sport"، المتخصصة برصد وتصوير الحيتان، واجه صعوبة في تحريك الحمولة الهائلة التي تبلغ ثمانية أطنان؟
وبدأت التجربة في عام 2015 حيث قسم الفريق الحوت إلى مجموعة كتل تزن الواحدة 500 كيلوغرام وقاموا برميه في مياه المحيط ليستقر أخيرا في القاع.
وبحسب المقال، قدم الحوت الغارق واحدة من أكثر اللقطات إثارة للإعجاب في سلسلة وثائقية تحمل اسم "Blue Planet" (الكوكب الأزرق). ولكن الآن، وبعد سنوات، أدت متابعة البحث ودراسة الجثة الهامدة في القاع إلى تقريب العلماء من فهم كيفية تطور الحياة في الأعماق.
وعلى مدار عام، نزل فريق البحث والتصوير إلى القاع لرصد الجثة حوالي ست مرات، وفي آخر عملية بعد عام واحد من غرق الحوت رصد العلماء تحول كبير جدا في محيط المنطقة التي تم إغراق الحوت فيها.
ويشاهد في الصور الملتقطة صدمة الفريق بعد لحظهم تحول جسد الحوت إلى واحة تضج بالحياة في أعماق المحيط، حيث أحاطت بالجثة الهامدة الكثير من المخلوقات.
وبحسب المقال، كانت الديدان متعددة الأشواك تبحث عن القطع الأخيرة من اللحم على العظام، وكان عدد قليل من السرطانات الضالة تزحف حولها، واكتسبت الجثة أيضا هالة سوداء مخيفة حيث استنفد النسيج المتحلل الأكسجين في الرواسب المحيطة.
وكشف تحليل الجثة عن وجود حيوانات تسكن الجثة، وهي عبارة عن مزيج من عدة أنواع من الديدان متعددة الأشواك التي استعمرت عظام الحوت، الأمر الذي يشير إلى أن موت الحيتان العملاقة يمكن أن يكون بالفعل نقطة انطلاق لحياة جديدة في قاع المحيطات.