ويطلق علماء الآثار على إحدى المناطق الأسترالية لقب "قلب أستراليا الميت" بسبب احتواء هذه المنطقة على الكثير من الأحافير النادرة والثمينة جدا بالنسبة لعلماء الآثار.
ووجد العلماء على الزيز العملاق والأسماك الصغيرة والطيور وغيرها من الكائنات التي تجولت في تلك الغابة المطيرة التي غطت المنطقة قبل ملايين السنين قبل أن تتحول إلى مناطق قاحلة.
اكتشف علماء الأحافير الكنز الأحفوري الثمين الذي أطلق عليه لقب "Lagerstätte" والتي تعني في الألمانية "موقع التخزين" في منطقة قاحلة جدا في نيو ساوث ويلز، لدرجة أن عالم الجيولوجيا البريطاني جون والتر جريجوري، أطلق عليها اسم "قلب أستراليا الميت" منذ أكثر من 100 عام .
وحافظت السلطات الأسترالية، بحسب مجلة "Live Science" العلمية، على سرية مكان تواجد الموقع على الأرض بهدف حمايته من جامعي الأحافير غير المرخصين والسرقات، بينما قام العلماء بالتنقيب عن بقايا النباتات والحيوانات التي عاشت هناك في فترة ما بين 16 مليون و11 مليون سنة تقريبا.
وعثر العلماء على بقايا فريدة جدا من نوعها في سجل الأحفوريات الأسترالية لعصر الميوسين، بحسب دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "Science Advances" العلمية.
واحتوى المكان السري على أحافير لمخلوقات صغيرة وحساسة (من حيث حجمها) مثل العناكب والحشرات، وكذلك عثروا على نباتات من غابات الميوسين المطيرة.
وخلال الدراسة استخدم العلماء مجهر المسح الإلكتروني (SEM)، تمكنوا من تصوير التفاصيل الدقيقة مثل الخلايا الفردية والهياكل دون الخلوية، حتى أن بعض الصور كشفت عن وجبات الحيوانات الأخيرة، مثل الأسماك واليرقات وجناح اليعسوب المهضوم جزئيًا والمحفوظ داخل بطون الأسماك.
كما حفظت المشاهد المتحجرة لحظة تشبث بلح البحر في المياه العذبة بزعنفة سمكة، كما علقت حبات غبار الطلع بأجسام الحشرات.
هذا الموقع يعطينا نظرة ثاقبة غير مسبوقة حول شكل هذه النظم البيئية. نحن نعرف الآن مدى تنوع هذه النظم البيئية، والأنواع التي تعيش فيها وكيف تتفاعل هذه الأنواع.
وتبلغ مساحة الطبقة الصخرية الحاملة للأحافير ما بين 11000 و22000 قدم مربع (1000 و2000 متر مربع)، وحفر العلماء حتى الآن ما يزيد عن 500 قدم مربع (50 مترا مربعا)، وفقًا لما قاله العالم ماثيو ماكوري، مؤلف الدراسة.
واعتبر العالم أن أحافير العنكبوت هي الأكثر روعة من بين المجموعة المكتشفة، حيث يشير إلى أن العلماء عثروا حتى الآن على أربعة عناكب أحفورية في كامل أستراليا، بينما عثر في الموقع الجديد على 13 من العناكب منها عنكبوت "الباب السحور".
المثير في الاكتشافات أن بعض الأحافير حفظت الأنسجة الرخوة في ريش الطيور وفي عيون الأسماك وجلدها، بالإضافة إلى تفاصيل مثيرة أخرى، مثل تخزين التراكيب الخلوية إحدى الصبغيات تسمى الميلانوزومات.