وبحسب موقع "Nature"، تعتبر الجراثيم المقاومة للأدوية أحد التهديدات الرئيسية للصحة العالمية، والتي انتشرت بشكل واسع في العقود الأخيرة، وذلك بسبب الاستخدام المكثف للمضادات الحيوية، في حين اكتسبت المكورات العنقودية الذهبية مقاومة خاصة قبل وقت طويل من اكتشاف البنسلين.
وتم تحديد وجود المكورات العنقودية الذهبية عالية المقاومة للأدويةMRSA لأول مرة في عام 1960، إذ أظهرت الدراسات أن مقاومة المضادات الحيوية تظهر في العديد من أنواع المكورات العنقودية حول العالم، كتلك الموجودة في المنازل والمستشفيات ومزارع الماشية.
وأصبح معروفا لاحقا أن القنافذ يمكنها نشر هذه العدوى، حيث تم العثور على هذه الحيوانات في الدنمارك والسويد التي تمتلك معدلا مرتفعا من السلالات المقاومة للأدوية المتعددة (mecC-MRSA) مع جين خاص (MECA ) يمنح مقاومة للميثيسيلين.
وقام مؤلفو البحث العلمي الجديد بدراسة توزيع (mecC-MRSA) وأنواع أخرى من المكورات العنقودية الذهبية في القنافذ في عشر دول أوروبية ونيوزيلندا، حيث قاموا بتحليل 828 عينة مأخوذة من 276 قنفذا.
وأشارت النتائج إلى أن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية كانت موجودة في 66٪ من القنافذ القادمة من إنجلترا وويلز، و50٪ من القنافذ جمهورية التشيك والدنمارك، و 29٪ من القنافذ في البرتغال، و6٪ من الحيوانات من نيوزيلندا.
ومع ذلك، فإن جميع القنافذ البالغ عددها 104 من اليونان ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا كانت نتيجة اختبار (mecC-MRSA) سلبية.
وخلص العلماء إلى أن المكورات العنقودية الذهبية طورت مقاومة خاصة بسبب العمليات الطبيعية، وأظهر التحليل الجيني أن سلالات مقاومة من المكورات العنقودية ظهرت في القرن التاسع عشر، ثم انتقلت إلى الحيوانات، ومنه إلى الإنسان، مشيرين إلى وجود "خزانات" ضخمة في البرية لتطوير البكتيريا المقاومة للأدوية، وهذا يشكل خطراً محتملاً على الإنسان.
وتم الإبلاغ في وقت سابق عن وجود وصفة للجراثيم المقاومة في أطروحة من القرون الوسطى التي تعود إلى حوالي ألف سنة.