هذا التحول طرح الكثير من التساؤلات حول قدرات تلك القوات ومدى إمكانية استخدامها في جبهات أخرى، وحول السر وراء تلك الاحترافية والتكتيك، ولماذا حققت ما عجزت عن تحقيقه قوات الشرعية طوال سنوات الحرب الماضية؟
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، أن ألوية العمالقة الجنوبية قاتلت "أنصار الله" لتحرير مديريات بيحان، بعقيدة قتالية وإرادة سياسية لا لبس فيهما ولم يكن لديها أجندات خفية.
إرادة سياسية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن قوات الشرعية لم تحارب أساسا الحوثيين لا أثناء اقتحامهم لهذه المديريات ولا لتحريرها منهم، والأمر واضح حيث أنها لم تحرر حتى الآن أي محافظة، وما زال الشمال كله تقريبا تحت سيطرة الحوثيين، ولم تحافظ حتى على المواقع والمناطق التي سلمتها لها القوات الجنوبية والتحالف.
وحول ما إذا كان التحالف قدم دعما أكبر لقوات العمالقة من الذي قدمه في السابق لقوات الشرعية، قال حسين: "بالعكس، التحالف دعم قوات الشرعية مثلما دعم القوات الجنوبية وربما أكثر وبكل الوسائل، لكن المسألة تتصل بالإرادة السياسية والعقيدة القتالية".
التغييرات السياسية
أشار الخبير الاستراتيجي إلى أن محافظة شبوة كانت منذ أغسطس/آب 2019 تحت سيطرة قوات الشرعية "المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح" وعلى رأس هؤلاء المحافظ السابق بن عديو.
وفي سبتمبر من العام الماضي 2021 دخلت "أنصار الله" المديريات الثلاث الكبرى في المحافظة، وكانت متواجدة هناك 6 ألوية عسكرية تابعة للشرعية لم تدافع عن تلك المناطق ولم تحررها فيما بعد رغم مطالبات المواطنين بضرورة الإسراع بتحرير تلك المديريات من أيدي الحوثيين، وفقا لحسين.
ولفت إلى التغييرات السياسية التي حدثت في الأسابيع الأخيرة من إقالة المحافظ بن عديو وتعيين محافظ جديد وإعادة انتشار القوات في الساحل الغربي ومنها قوات العمالقة.
وأضاف أنه اتخذ قرارا بتوجه قوات العمالقة إلى تحرير المديريات الثلاث في شبوة والتي سيطر عليها الحوثيون منذ أسابيع "طالما أن قوات الشرعية اليمنية في المحافظة عاجزة أو رافضة تحرير تلك المديريات فالمسألة سياسية"، حيث أن قوات الشرعية لها أجندات سياسية أخرى ليس من بينها محاربة الحوثيين.
ظروف مختلفة
من جانبه يرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، الدكتور عبد الستار الشميري، أن الانتصارات التي حققتها ألوية العمالقة في محافظة شبوة توفرت لها ظروف مختلفة، منها أن قوة العمالقة هى قوات نوعية جدا ومحترفة، كما أن اللحمة الشبوانية دعمت تلك القوات في وجود غطاء كبير من التحالف، وكان هناك إرادة وقدرة من جانب تلك القوات ولديها كل الشروط الموضوعية اللازمة لتحرير شبوة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أعتقد أن تلك القوات بعد تحريرها شبوة سوف تذهب إلى البيضاء وجزء من مأرب، قد تتوقف هناك من أجل أن تعيد تموضعها ربما في البيضاء أو حضرموت أو أبين، وقد تشهد الجبهات الأخرى تحسنا طفيفا، لأن المشهد العسكري التابع للشرعية لا يزال مثقل بالكثير من الإنكسارات، خاصة في مأرب وتعز تحديدا".
معركة نوعية
وتابع الشميري، أن إحداث تغيرات كبيرة في المشهد لصالح الشرعية يحتاج إلى تنشيط جميع الجبهات في البيضاء وتعز والقوات المشتركة في الساحل والضالع وغيرها، حيث أن معركة شبوة نوعية ومن المبكر القول إن المعركة قريبة الحسم.
وأضاف أن معظم الجبهات في مأرب وتعز تسيطر عليها قيادات "أشبه بمليشيات" تتبع حزب الإصلاح أحيانا، وهى غير محترفة وليس لديها إرادة وبعضها تربطها اتفاقات ضمنية مع الحوثيين.
برزت ألوية العمالقة الجنوبية على سطح الأحداث في اليمن بصورة كبيرة، واستطاعت تحرير محافظة شبوة في أقل من أسبوع بعدما سيطر أنصار الله على جزء كبير منها خلال الأسابيع الماضية، وأظهرت تلك القوات بحسب الخبراء العسكريين تكتيكا عسكريا احترافيا وحسما للمعارك التي خاضتها في أزمنة قياسية.
يبلغ قوام تلك القوة 14 لواء عسكريا تلقت تدريبات على مستوى عال وهى مدعومة من التحالف العربي، وبعد الانتصارات الأخيرة يعول عليها اليمنيين لتحرير الأرض وحفظ الممرات المائية الدولية.