مع قرب التوصل لاتفاق مع إيران.. ما موقف أمريكا وأوروبا من التهديدات الإسرائيلية بشأن مفاوضات فيينا؟

في الوقت الذي تقترب فيه إيران والقوى الدولية للتوصل إلى مقاربة سياسية بشأن الاتفاق النووي، تكرر إسرائيل تصريحاتها بشأن عدم التزامها بأي بنود للاتفاق، مع إمكانية القيام بعمل عسكري ضد طهران.
Sputnik
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس الاثنين إن إسرائيل لن تكون ملزمة بأي اتفاق نووي مع إيران وستستمر في الاحتفاظ بحرية التصرف ضد أعدائها إذا لزم الأمر.
وقال بينيت في إحاطة أمام لجنة بالكنيست "فيما يتعلق بالمحادثات النووية في فيينا. يسارونا القلق بكل تأكيد إسرائيل ليست طرفا في الاتفاقيات"، بحسب ما ذكرت وكالة " رويترز" للأنباء.
وأضاف: "إسرائيل لن تتقيد بما ستنص عليه الاتفاقيات إذا ما تم التوقيع عليها وستواصل إسرائيل الاحتفاظ بحرية التصرف الكاملة في أي مكان وفي أي وقت دون قيود".

قبول أوروبي وأمريكي

اعتبر مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن المطالب الإسرائيلية تجد صدى إيجابيا بالنسبة للأوساط الأمريكية والأوروبية باعتبار أن الهم الأساسي والحيوي التي تضعه الدول الغربية عندما تتفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي هو أمن واستقرار وحماية إسرائيل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لا أحد صراحة يفاجئ بأن تكون ضمن بنود الاتفاق مع طهران تلبية لتعويضات أو ضمانات تطلبها إسرائيل من أجل الانخراط والموافقة والمباركة على الاتفاق.
وتابع: "الدول الأوروبية وأمريكا تعتقد في آخر المطاف أن البرنامج النووي الإيراني موجه أولا وقبل أي شيء لردع الخطر الإسرائيلي في المنطقة وبطريقة جانبية لفرض هيمنة إيران على دول الخليج".
وأكد أن كل ما تطلبه إسرائيل لمحاولة القبول ببنود هذا الاتفاق ستكون الدول الأوروبية والأمريكية مرغمة سياسيا استراتيجيا على القبول به وتحاول أن تفرض هذه المعطيات على المفاوض الإيراني.

نهب إسرائيلي

بدوره اعتبر الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني أن "التهديدات الإسرائيلية المتكررة بعدم القبول بنتائج التفاوض وإمكانية قيامها بعملية عسكرية ضد إيران تأتي في إطار محاولة استغلال إسرائيل لكل فرصة ممكنة لنهب باقي الدول، في إطار سياساتها السابقة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "إسرائيل تؤكد من خلال هذه التصريحات أنها مثل قطاع الطرق الذي يريدون الحصول على مزايا وإتاوات من كل ما يمر بالمنطقة".
وفيما يخص التعاطي الأمريكي والأوروبي مع هذه الدعوات الإسرائيلية، مضى قائلًا: "يجب أن ننتظر لنرى إن كان الأمريكيون والأوروبيون مستعدون لدفع هكذا مطالب للإسرائيليين أم لا.
وجرى في فيينا في الفترة الأخيرة عدد من الجولات بخصوص المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد في 2018.
وتركز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت، في أيار/مايو 2018، بشكل أحادي من الاتفاق الموقع بين إيران من جهة ومجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا)، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إن بلاده لديها قدرات لا يتخيلها العالم لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مشددا على أن "إسرائيل لن تنتظر الإذن من أحد للدفاع عن أمنها".
وقال لابيد، في مقابلة تلفزيونية نشرت مضمونها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن "إسرائيل لديها قدرات حيث العالم وحتى الخبراء، لا يستطيعون تخيلها"، مؤكدا أن "إسرائيل يمكن أن تهاجم إيران إذا لزم الأمر دون إبلاغ الإدارة الأمريكية".
وبشأن محادثات فيينا، أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي، أن "المفاوضين لم يستسلموا بعد لمطالب إيران"، مضيفًا أن "إسرائيل ليست ضد اتفاق جيد، ولكن فقط ضد اتفاق خاطئ".
ورد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عبر حسابه على "تويتر"، على هذه التصريحات بالقول إن "التصريحات المتخبطة لوزير خارجية الكيان الإسرائيلي أضغاث أحلام"، مؤكدا أن بلاده ستدافع بقوة وعقلانية عن الشعب الإيراني ومصالحه.
مناقشة