وتحمل القافلة اسم "قافلة درب زبيدة"، نسبة إلى زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، التي أمرت بحفر الكثير من الآبار على ذلك الدرب الطويل، لخدمة الحجاج القادمين من العراق وبلاد فارس (إيران حاليا) إلى مكة المكرمة قبل نحو 1300 عام.
ويبلغ عدد أفراد القافلة، التي بدأت مسيرها يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري، أكثر من 150 شخصا من هواة المسير لمسافات طويلة وركوب الخيل والإبل والطيران الشراعي والدراجات الهوائية، وبدؤوا رحلتهم من مدينة تربة "بركة العرايش"، 230 كيلومترا شمال حائل.
ويسير المشاركون في الفعالية لنحو 35 كيلومترا كل يوم، قبل أن يخيموا للمبيت والراحة ومواصلة الرحلة في اليوم التالي، لقطع مسافة الدرب التي تبلغ نحو 400 كيلومتر خلال 13 يوما كما هو مخطط.
وشارك نائب أمير منطقة حائل، التي يقع جزء من الدرب ضمن حدودها الإدارية، في اليوم الأول من المسير.
وقطع الأمير الشاب، فيصل بن فهد بن مقرن، مسافة 10 كيلومترات مشيا على الأقدام مع القافلة التي تضم أكاديميين ورياضيين، قبل أن يعود لمقر الإمارة بمروحية ملوحا للقافلة التي واصلت طريقها في تضاريس متنوعة.
وزادت السعودية، التي تحتل المساحة الأكبر من شبه الجزيرة العربية، من اهتمامها بمناطقها التاريخية بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، في إطار خطة طموحة للتحول لوجهة سياحية عالمية.
وتمر القافلة على عدد من المدن والبلدات، بينها الأجفر، فيد، سميراء، البعايث، وتشهد في كل محطة من تلك المحطات استقبالا وفعاليات ثقافية وفنية تتفق وطبيعة المبادرة التي تحاكي التاريخ ورحلة الحج والتجارة.
ويقوم أفراد القافلة الذين ترافقهم سيارات المنظمين، وتوفر لهم الحماية والاحتياجات الضرورية، بزراعة الأشجار على مسار "درب زبيدة"، بالتزامن مع خطط كبيرة للرياض تستهدف زراعة ملايين الأشجار كل عام.