وكتب الصحفيون الأمريكيون أنفسهم أنه لم تكن هناك إعلانات عن زيارة بيرنز لأوكرانيا في يناير، منوهين إلى أنها "لم تكن مفاجئة".
على هذه الخلفية، تم تسريب بعض المعلومات حول مواضيع مفاوضات وليام بيرنز مع القيادة الأوكرانية إلى الصحافة.
وتقول التقارير: إن بيرنز "أوضح موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بمطالب روسيا بعدم قبول أوكرانيا في الكتلة العسكرية لحلف شمال الأطلسي".
يذكر أن السلطات الروسية طالبت "الناتو" بتقديم ضمانات ملزمة قانونًا بعدم التوسع وعدم ضم جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق إلى تكوينها.
في الوقت نفسه، حدد الدستور الأوكراني، الذي تم تحديثه بعد أحداث "يورو ميدان" كما كانت تسمى بادئ الأمر، نسبة إلى ميدان الاستقلال (وسط العاصمة كييف) 2014، ما يسمى "بالطريق إلى التكامل الأوروبي والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".
وبحسب ما ورد، أخبر بيرنز زيلينسكي "بالمزيد من المساعدة من قبل أجهزة المخابرات" و ما يتعلق "بالتوترات المتصاعدة"، وقد تناول الحديث، من بين أمور أخرى، جمع المعلومات حول "النشاط العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا"، وتم توضيح بيانات مدير وكالة المخابرات المركزية من قبل ممثلي المخابرات الأوكرانية، والتي يبدو أنها أصبحت بعد 2014 فرعًا فعليًا للمخابرات الأمريكية - تحت السيطرة الأمريكية.
زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية إلى كييف وسط توصيات واشنطن لمواطني الولايات المتحدة بمغادرة أوكرانيا تشبه زيارته لأفغانستان قبل أسابيع قليلة من انسحاب القوات الأمريكية من هناك، ثم، بعد ذلك، تردد ممثلو المخابرات الأمريكية إلى كابول، وأجروا، مفاوضاتهم ليس فقط مع السلطات الرسمية لأفغانستان في ذلك الوقت، و "بدعم" منهم، ولكن أيضًا مع ممثلي الجانب المعارض، الذي تولى السلطة في نهاية المطاف في أفغانستان بنفسه.
في الوقت نفسه، كانت كابول محتلة حتى قبل أن يغادر آخر جندي أمريكي هذا البلد، مما تسبب في نهاية المطاف في موجة من الانتقادات في الولايات المتحدة نفسها. واتهم الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب جو بايدن بالفشل، وانخفضت نسبة تأييد بايدن بأكثر من 7% في أسبوع واحد.
يكمن الشبه أيضًا في حقيقة أنه في أوكرانيا الآن، كما هو الحال في أفغانستان في صيف وخريف عام 2021، صراع سياسي يتنامى في الداخل، وهو أمر لا يتم تجاهله في الخارج.
بالإضافة إلى كل ما ورد، وتحديدا في أغسطس من العام الماضي، أعربت قيادة وكالة المخابرات المركزية عن تقديم "مزيد من الدعم للسلطات الأفغانية"، كما تفعل الآن فيما يتعلق بالسلطات الأوكرانية.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)