وذكر في تصريحات صحفية نقلتها "رويترز": "مما لا شك فيه أنه إذا أقدمت روسيا على أي توغل في أوكرانيا، أعتقد أن هذا سيكون كارثة، ليس لأوكرانيا فحسب وإنما لروسيا، أيضا سيكون ذلك كارثة على العالم".
وتأتي تصريحات جونسون تكرارا لما قاله حليفه الأمريكي الرئيس جو بايدن، أمس الأربعاء، الذي حذّر موسكو من "كارثة" إذا أقدمت على "غزو" الأراضي الأوكرانية.
وذكر بايدن في حديثه، أنه يتوقع أن يأمر الرئيس الروسي بالتحرك العسكري نحو الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أن "الغزو الشامل سيؤدي إلى رد فعل واسع النطاق وسيكون مكلفا لروسيا واقتصادها".
في حين لم تبد روسيا نية لإجراء كهذا ونفت مرارا الادعاءات باستعدادها لهذا الغزو المزعوم، يصر الغرب على تكرار هذه الدعوات المحذرة من أن حشدا عسكريا روسيا هائلا على حدودها الغربية يتأهب لاجتياح أوكرانيا.
وترد موسكو بأنه يحق لها نقل وتحريك وحشد قواتها داخل حدودها كيف تشاء وترفض تماما التدخل في شأنها الخاص، لا سيما العسكري، وفي الوقت نفسه، لا تنفي روسيا مخاوفها من التحركات العسكرية العدوانية لحلف الناتو وشركاه في منطقة شرق أوروبا.
وحذرت روسيا باستمرار من مخاطر "العسكرة" الغربية لمنطقة شرق أوروبا بما في ذلك نشر الصواريخ وتحشيد القوات وتقديم الدعم العسكري لبعض الأطراف، بما يهدد أمن البلاد القومي، خاصة في ظل ضغط الحلف العسكري الغربي للتوسع نحو أراضيها.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخميس، إن التصريحات الأمريكية بشأن الإعداد المزعوم "لهجوم روسي" على أوكرانيا ضرورية لخلق خلفية لاستفزازاتهم العسكرية الواسعة النطاق.
وأضافت أن المسؤولين في وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية أصبحوا أكثر نشاطا في تكرار التكهنات حول غزو روسيا الوشيك لأوكرانيا في الوقت الحاضر.
وتابعت: "نحن مقتنعون بأن الهدف من هذه الحملة هو خلق غطاء إعلامي لإعدادهم الاستفزازات الواسعة النطاق، بما في ذلك ذات الطابع العسكري، والتي يمكن أن يكون لها عواقب مأساوية على الأمن الإقليمي والعالمي".
وتلقت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة دعما عسكريا واسعا من بلدان غربية، شمل الذخيرة والأسلحة والتعاون المشترك والتدريب، حتى أن كندا أرسلت بعضا من قوات النخبة إلى الأراضي الأوكرانية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيها التحركات "الاستفزازية" لقوات الناتو على حدود روسيا، والتي تشمل توغل القطع البحرية الحربية بالقرب من السواحل الروسية والقنوات المائية الاستراتيجية، والمحاولات المتكررة لانتهاك المجال الروسي باستخدام طرازات مختلفة من الطائرات الحربية، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات وحتى وحدات التجسس.
وسط هذه التوترات، تطالب روسيا بمطلبين أساسيين لضمان سلامة أراضيها واستقرارها وللتأكيد على حسن نوايا الدول الغربية، وهما؛ التعهد بعدما توسع حلف الناتو شرقا نحو روسيا على حساب الدول الأوروبية والتي كان بعضها جزءا من الاتحاد السوفييتي قديما، وأيضا عدم نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا، بما يعكس نوايا عدائية مباشرة.
لا يزال الغرب يرفض هذه المطالب. وعلقت وزارة الدفاع الروسية على هذا الأمر في وقت سابق، بالقول: "الجانب الروسي اقترح مرارا أن يتخذ الحلف (الناتو) إجراءات لتهدئة الموقف، لكن تم تجاهل المبادرات الروسية وهذا يخلق الشروط المسبقة لوقوع حوادث ونزاعات ويقوض أسس الأمن".