وتعتبر عملية رصد ومراقبة الحيتان من الفضاء والتعرف عليها أسهل بكثير من العثور عليها عن طريق البحث عنها على سطح الأرض، بهدف الحد من انقراض هذه المخلوقات الرائعة ومعالجة المشاكل التي تتعرض لها، كمشلكة الشباك التائهة التي تتسبب بمقتل العديد من الحيتان، وهي المشكلة التي عانى منها حوتا أحدبا رصد على سواحل جزيرة كاواي في هاواي، حيث قام فريق من مسؤولي الحياة البرية بإزالة نحو 2000 قدم (609 أمتار) من معدات قياس ثقيلة جدا (عبارة عن حبل مؤشر يستخدم في البحر بهدف القياس) العالقة في حوت أحدب، حيث جر الحبل خلفه، والتي رصدها أحد المواطنين من طائرة، بحسب "khon2".
ولتخطي هذه المشاكل ومعالجتها، تسهم عملية تحديد مواقع هذه الحيتان في زيادة قدرة العلماء على حمايتها، حيث من الممكن تحديد الحتان وتعقبها ومعرفة العقبات التي تواجهها والتي تحد من أعدادها، حيث انخفضت أعدادها بشكل كبير، وهي مخلوقات تعيش لفترات طويلة وتنجب أعدادا قليلة جدا في حياتها.
وتلعب الأقمار الصناعية المدارية، بحسب المقال المنشور في مجلة "marinemadness"، دورا كبيرا في مراقبة حيتان البالين الكبيرة، وذلك بفضل استخدام ميزة التتبع باستخدام علامات "GPS" الإلكترونية، في أبحاث الأحياء البحرية، خصوصا بعد تطور تقنيات الأقمار الصناعية وأجهزة تصويرها.
وحققت ورقة جديدة، نشرت من قبل مجموعة من الباحثين من جامعة كامبريدج ومؤسسة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية ونشرت في مجلة "Marine Mammal Science"، تقدما كبيرا في استخدام الأقمار الصناعية لتتبع الحيتان الكبيرة بهذه الطريقة.
وتمكن الباحثون في الدراسة الجديدة من تحسين دقة وكفاءة الصور بفضل التقدم التكنولوجي الكبير حيث رصد القمر الصناعي "WorldView-3"، مشاهد استخدمها الباحثون تصل دقتها إلى نحو 31 سنتيمترا.