وفورعودته بدأ الحريري لقاءاته مع المسؤولين السياسيين، على أن يلتقي تباعاً قيادات "تيار المستقبل" قبل حسم موقفه النهائي من مسألة الترشح للانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في منتصف مايو/ أيار أو دعم مرشحي المستقبل في الانتخابات، وسط غموض يحيط موقف الحريري الذي سيعلنه لاحقاً بعد إنهاء لقاءاته ومشاوراته.
في المقابل، سارعت مصادر إعلامية محلية إلى الإيحاء بأن الحريري حسم موقفه وهو لن يترشح للإنتخابات النيابية شخصياً، وأنه يتجه لاتخاذ موقف مماثل للموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، لناحية عزوفه عن خوض الانتخابات.
بهذا السياق، قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة "تيار المستقبل" محمد الحجار، إن "الرئيس سعد الحريري أجرى التقييم لكل المرحلة السابقة منذ دخوله المعترك السياسي حتى الأمس القريب حين اعتذر عن تأليف الحكومة، وأجرى تقييماً شاملاً بكل تلك المرحلة، بكل تحالفاتها واستحقاقاتها وبكل تفاصيلها وطبعاً سيناقش هذا الأمر مع قيادات "تيار المستقبل" إن كان في كتلة "المستقبل" أو في التيار بحد ذاته".
وأشار الحجار في حديث خاص لوكالة "سبوتنيك" إلى أن "موضوع حسم الخيار لناحية الترشح من عدمه هو للرئيس سعد الحريري أو لـ"تيار المستقبل" وهذا لم ينتج بعد، هذا الأمر يتعلق باجتماعات سيعقدها، وبناء عليها سيتخذ الموقف الملائم ترشحاً أو عدم ترشحاً".
وأوضح أن "الكل يعلم أن "تيار المستقبل" موقع وازن على الصعيد الوطني والكل يراهن عليه سلباً أم إيجاباً، وباعتقادي أن التيار لم ينسحب من الحلبة والساحة السياسية، بغض النظر عن الموقف الذي سيتخذه الحريري بموضوع الانتخابات النيابية تحديداً".
كما شدد الحجار على أن "تيار المستقبل" مستمر وهو تيار عابر للطوائف وللمناطق ووازن وتيار مؤمن بعروبة لبنان وبديمقراطيته، وبالتالي بغض النظر عن أي موقف التيار باق ومستمر.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، أمس الخميس، عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. قائلاً في بيان له إنه "في خضم ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد من ترد وانهيار، وإفساحاً في المجال أمام تغيير جدي، من خلال إتاحة الفرصة لدم جديد، وفكر شاب ونظيف، يطمح إلى أهداف وطنية صافية ونقية، واحتراماً لمطالب الشعب الثائر والساعي إلى التغيير، والذي يستحق أن يعطى فرصة ليتابع سيرة بناء الوطن بأفكار وأساليب وممارسات جديدة وطموحة، أعلن عزوفي عن الترشيح للانتخابات النيابية".
وعن وجود رابط ما بين استقالة الرئيس تمام سلام وموقف الحريري قال الحجار إنه "لا وجود لأي رابط ما بين اعتذار الرئيس تمام سلام والذي يعترف الجميع بموقعه الوطني وبالإرث السياسي الذي يحمله والموقع المتقدم، وما بين ما يحدث على صعيد الموقف الذي سيأخذه الرئيس الحريري".
وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد اعتذر عن تشكيل الحكومة الجديدة في منتصف يوليو/تموز الماضي، بعد مرور تسعة أشهر على تكليفه، بسبب الإتهامات والخلافات المتبادلة مع رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي.