وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا باندلاع اشتباكات وقصف عنيف منذ فجر اليوم السبت 22 كانون الثاني/ يناير، بين مسلحي تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي من طرف، ومسلحي الفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي من طرف آخر، بعد هجوم بري نفذه الأخير على قرى ريف مدينة عين عيسى شمالي محافظة الرقة.
وتابعت المصادر أن قصفاً مدفعيا تركيا عنيفا استهدف مواقع تنظيم "قسد" ومنازل المدنيين في قرى صالح الحمود والجهبل والمشيرفة والفاطسة والطريق الدولي (M4) وبلدة الهيشة والطريق الواصل بين الرقة وعين عيسى في الريف الشرقي للأخيرة، بالأسلحة الثقيلة من صواريخ ومدافع غراد والدبابات وقذائف الهاون، منذ ساعات الصباح الأولى من يوم السبت والذي تزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة التركية في سماء المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الطرفين أدت لمقتل عدد كبير منهم مع مقتل وإصابة مجموعة من المدنيين في قريتي الجهبل والمشيرفة بريف عين عيسى الشرقي.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"سبوتنيك" إن قوات تنظيم"قسد" أحبطت هجوماً برياً نفذته الفصائل "التركمانية" على قريتي المشيرفة والجهبل شرقي ناحية عين عيسى صباح اليوم السبت، حيث قُتل خلاله خمسة من المهاجمين جثث اثنين منهم بأيدي "قسد".
وتابعت المصادر أن مدنيان اثنان قتلا وأصيب سبعة آخرون خلال قصف مدفعي للجيش التركي على القرى المذكورة والطريق الدولي (M4).
وأفادت المصادر أن القصف التركي بالمدفعية الثقيلة تركز أيضا على بلدة الهيشة وقرية فاطسة، وقرية صكيرو في الريف الشرقي لناحية عين عيسى حيث يتم استهداف محطتي المياه والكهرباء في بلدة الهيشة بشكل مباشر.
وتستمر الاشتباكات
بين تنظيم "قسد" ومعتقلي تنظيم"داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) داخل وبمحيط سجن الصناعة ( الثانوية الصناعية سابقاً ) على أطراف حي غويران الجنوبية لليلة الثالثة على التوالي، مع تحليق وقصف جوي من طائرات"التحالف الدولي" المزعوم بقيادة الجيش الأمريكي مع حركة نزوح كثيفة للمدنيين من محيط الاشتباكات.
وقالت مصادر أهلية لمراسل "سبوتنيك" أن اشتباكات عنيفة تدور لليوم الثاني،السبت، بين مختلف تشكيلات تنظيم "قسد" من طرف ومعتقلي تنظيم"داعش" الإرهابي من طرف آخر بعد تمكن الأخير من السيطرة على مبنى السجن مع كامل مستودعات الأسلحة والذخيرة منذ مساء الخميس الماضي.
في حين شهد حي غويران حركة نزوح كبيرة، اليوم السبت، بعد قيام مسلحي "قسد" عبر مكبرات الصوت بالطلب من السكان بإخلاء منازلهم، علماً أنه لا يوجد أي اشتباكات داخل حي غويران أو في محيط السجن المركزي (سجن غويران) والحي بشكل كامل تحت سيطرة مسلحي "قسد".
وقالت مصادر حكومية سورية لـ"سبوتنيك" أن أكثر من 2500 أسرة من سكان حيي غويران والزهور نزحوا عن منازلهم وتم تهجيرهم قصراً بعد فرض تنظيم"قسد" طوقاً أمنياً عليها مع إجبار السكان على إخلاء منازلهم.
من جانبه قال تنظيم "قسد" في بيان إن "قواته تضيّق الخناق على
مرتزقة "داعش" في محيط سجن الصناعة"، مؤكدا استعادة السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار السجن، ومقتل عدد من مرتزقة "داعش" الذين هاجموا السجن انطلاقاً من حيّ الزهور.
وحسب المركز الإعلامي لتنظيم "قسد"، فقد تمكنت قواته من استعادة السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار سجن الصناعة في حي غويران، بعد مداهمات نفذتها صباح السبت، أدت إلى مقتل عدد من إرهابيي "داعش" الذين هاجموا السجن، انطلاقاً من حيّ الزهور.
وأفادت مصادر أهلية لـ "سبوتنيك" بتنفيذ تنظيم "قسد" حملة تمشيط لبعض القرى شمالي وغربي الحسكة، ومداهمة بعض المنازل في قرية خربة الياس وبلدة التوينة بحجة البحث عن
خلايا لتنظيم "داعش" الارهابي.
وقال سكان من قرية خربة الياس لـ "سبوتنيك" أن عربات ومسلحي تنظيم "قسد" داهموا منازل القرية بعد محاصرتها من كل الجهات وقاموا بالبحث والتفتيش دون أن يعتقلوا أي شخص من القرية.
إلى ذلك أعلن المركز الإعلامي لتنظيم "قسد"، بأنه قُتل 22 مسلحا من "داعش" خلال الاشتباكات التي تجددت اليوم السبت، بين مسلحي التنظيم الإرهابي وقوى الأمن الداخلي من جهة وخلايا مرتزقة "داعش" من جهة أخرى.
وأكد المركز إلقاء القبض على مسلح من "داعش"، والسيطرة على عربة محملة بالأسلحة والذخيرة إضافة إلى عدد من الأحزمة الناسفة.