أمضى العلماء عدة أشهر في عملية إعادة بناء أشهر مومياء مصرية موجودة في سويسرا والمعروفة باسم " شيب إن إيزيس" أو "Shep-en-Isis"، أو "chepenese"، عن طريق استخدام تقنيات التصوير المقطعي المحوسب بالإضافة إلى البيانات المورفولوجية المأخوذة من هيكلها العظمي.
وعثر على المومياء المصرية "Shep-en-Isis" في عام 1819 في الدير البحري، هو مجموعة من المعابد والمقابر الفرعونية الموجودة في الضفة الغربية من النيل المقابلة لمدينة الأقصر بمصر، حيث نقلت إلى سويسرا في عام 1820. وحفظت المومياء المصرية إلى يومنا هذا في دير ساو جالو، في مدينة سانت غالن السويسرية.
وتشير النقوش الموجودة على تابوتها إلى أنها تنتمي إلى عائلة ثرية من الطبقة الرفيعة، حيث كان من الممكن أن تحصل على درجة معينة من التعليم الرسمي خلال فترة حياتها في القرن السابع قبل الميلاد.
وبحسب الخبراء، فإن المومياء كان ابنة كاهن في مدينة طيبة، وتوفيت حوالي عام 610 قبل الميلاد، لكن لم يستطع العلماء تحديد اسم أو مهنة زوج شيب إن إيزيس أو ما إذا كانت قد أنجبت أطفالا أم لا.
ونفذ مشروع إعادة تشكيل الوجه من قبل مركز أبحاث "FAPAB" في صقلية وجامعة "Flinders" في أستراليا بالتعاون مع مصمم شهير للنماذج ثلاثية الأبعاد من البرازيل، سيسرو مورايس.
وكلف مورايس من قبل مكتبة دير سانت غال، التي كانت تمتلك التصوير المقطعي المحوسب (التصوير المقطعي المحوسب) للمومياء لسنوات.
"تشير الجمجمة المتناغمة والمتناسقة بشكل جيد إلى أن شيبينيز ربما كانت سيدة جميلة خلال حياتها".
ذكر الفريق أنه في التقارير الأولى عند اكتشافها عام 1820 قد أكد المكتشفون أن المومياء كانت محفوظة بشكل جيد وبكامل الأسنان، وهو أحد أبرز السمات الجسدية المطلوبة خلال إعادة تشكيل الوجوه.
قام الفريق ببناء الطبقات الحية للوجه شيئا فشيئا، مع إضافة الأنسجة والعيون والجلد والتفاصيل الدقيقة مثل الشعر والنمش الصغير حول الأنف لاستكمال العناصر الحقيقية.
"استنادًا إلى العمر التشريحي لشيب أون إيزيس وأسلوب نعشها الداخلي، يجب أن تكون ولدت حوالي 650 قبل الميلاد وتوفيت بين 620 و610 قبل الميلاد''.
تم العثور على "شيب أون إيزيس" في "مقبرة عائلية" تقع داخل المعبد الجنائزي للفرعون حتشبسوت في معبد الدير البحري، مع والدها والتي احتفظ بموميائه في برلين.
وساعد طريقة تحنيط الأذن ووجودها بحالة جيدة إلى إعادة تشكيل الأذن بدقة تامة أيضا، على عكس المومياوات الأخرى حيث تم بناء الأذن بشكل عام (أي أذن عامة) على العظم.
"تركز عملية إعادة البناء لدينا حصريا على المظهر المعاد بناؤه بالطب الشرعي والأدلة التشريحية".
تم نشر نتائج جهودهم في شكل دراسة بعنوان "إعادة بناء الوجه الشرعي لشيب أون إيزيس"، نشرت في موقع "researchgate" العلمي.
وعلى الرغم من الشكل الجميل جدا والذي ظهر به وجه المومياء بحسب العلماء، إلا أن بعض التفاصيل لم تكن متوفرة، مثل لون العين الدقيق أو بشرة الجلد، لكن تم ضبطها بناء على المعلومات التاريخية العامة في مصر القديمة، حيث كان من المفترض أن تكون العيون بنية ولون جلد أسمر (زيتوني) إلى حد ما، بحسب "ديلي ميل" البريطانية.