ما التغييرات التي يحدثها تصنيف "أنصار الله" كمنظمة إرهابية.. وهل يؤثر ذلك على جبهات القتال المشتعلة منذ 7 سنوات؟
بداية يقول عضو مجلس الشورى اليمني "صنعاء"، بليغ الشامي: "بكل أسف المجتمع الدولي ينافق في قرارات هو يعلم أن مثل تلك الدعوات لتصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية لن يؤثر في سير المعارك، بل سوف يكون ضرره الأكبر على الشعب اليمني ذاته، لأن العمليات العسكرية مستمرة منذ 7 سنوات في ظل حصار بري وبحري وجوي".
الخاسر الأكبر
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن ضرر مثل هذا التصنيف سوف يكون على الأطفال والشيوخ والنساء نتيجة منع المساعدات الدولية عنهم جراء مثل هذا التصنيف، الغريب في الأمر أن تلك الجهات التي تدعو لمثل هذا التصنيف هي نفسها التي تتحدث عن السلام والمبادرات، كيف تصنفني بالإرهاب ثم تدعوني للتفاوض".
وتابع الشامي أن "هذا التصنيف لو تم لن ينصب على حركة بعينها كما يقولون، بل إنه سيكون تصنيف شامل للشعب اليمني بأنه حركة إرهابية، لأن غالبية الشعب اليمني في مناطق حكم حكومة الإنقاذ، لذا فإن تلك الدعوات سوف تضرهم أكثر من النفع الذي يتوقعونه منها".
جريمة السجن
ولفت عضو شورى صنعاء على أن "العالم ينظر بعين واحدة، فكما يعلم الجميع وما صرحت به منظمة العفو الدولية بأن طيران التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات قام بمجزرة بشرية بقصف السجن الذي به محكومين يقضون فترات عقابية ولا دخل لهم بالعمليات العسكرية، وراح ضحية هذا القصف العشرات من هؤلاء السجناء، العالم فقط يعول على قصفنا للإمارات ولايعول على المجازر التي ارتكبتها السعودية والإمارات في اليمن ومازالت ترتكبها منذ سبع سنوات".
تعنت أنصار الله
وعلى الجانب الآخر، يقول رئيس المكتب السياسي لمؤتمر عدن الجامع، إيهاب عبد القادر إن "ما تقوم به جماعة "أنصار الله" هي أعمال غير عادية ولم يتركوا مجالا لمن يمد يده لهم بالسلام والجلوس للحوار والتفاوض لإنهاء مأساة الحرب التي فرضتها تلك الجماعة على اليمن والمنطقة برمتها".
وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك": "حيث نجد طوال السنوات الماضية تعنت من جانب أنصار الله في قراراتهم بدافع من إيران، وإذا استمر نشاطها العدواني بتلك الطريقة، بكل تأكيد سوف تخسر خسارة كبيرة، والعالم اليوم أصبح على شفا الانفجار، وقلنا في السابق إن على كل القوى المتناحرة في اليمن وفي المنطقة تفادي هذا التصعيد الخطير والذي تمثل مؤخرا في ضرب الإمارات العربية المتحدة والذي ندينه بشكل رسمي، وأنه مهما كانت الأسباب يجب أن يجلس الجميع على طاولة واحدة ينهي معاناة اليمنيين الذين أصبحوا اليوم أكثر تشردا وانعزالية في المنطقة بسبب تعنت الحوثيين، هذا التعنت أدى إلى إطالة أمد الحرب الكارثية في اليمن".
خطوة أولى
وحول إمكانية أن يغيّر هذا التصنيف لحركة "أنصار الله" من الواقع على الأرض أو وقف الحرب يقول عبد القادر: "التصنيف هو أول خطوة في طريق القضاء على أنصار الله، لكن بكل أسف لا توجد جدية لدى كل دول العالم لكبح جماح تلك الحركة التي تمادت في عملياتها ضد الاستقرار والأمن في اليمن والمنطقة، نظرا لأنهم يتحركون الآن وفق خطة طهران لفرض المصالح الإيرانية في مفاوضات ملفها النووي، وبالتالي فإن أي تصنيف قد لا يكون تأثيره مباشر، لكنه سيكون الخطوة الأولى على الطريق الصحيح".
حركة إرهابية
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي، محمد بالفخر: "تصنيف جماعة أنصار الله منظمة إرهابية هذا هو الوضع الطبيعي الذي تأخر كثيرا، حيث أنها جماعة إرهابية قامت على القتل والهدم وإخفاء المخالفين والمعارضين لهم قسرا، ولم يسلم من ذلك حتى النساء والأطفال، بل وارتكبت أبشع جريمة في حق الطفولة، بتجنيد الأطفال والزج بهم في محارق القتال بدلا من أن يكونوا في الصفوف الدراسية، هذا أبسط ما يمكن قوله باختصار عن هذه الجماعة".
وأضاف بلفخر في حديثه لـ"سبوتنيك": "المعارك ستستمر سواء صنفوا أم لم يصنفوا، ويبقى حسم المعركة في يد هذا الشعب المغلوب على أمره، وبيد الحكومة الشرعية التي يفترض أن تقوم بواجبها على أكمل وجه في إدارة المعركة والأزمة باقتدار بعيدا عن أجندات الآخرين".
قال وزير الصحة لدى جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم الثلاثاء، إن 91 شخصا قتلوا بالهجوم الذي شنه التحالف على مركز احتجاز في صعدة.
وأصيب أكثر من 200 شخص آخرين وفق آخر حصيلة تمت بعد القيام بجهود إنقاذ من قبل الأمم المتحدة.
وحسب وكالة "رويترز"، فقد أكد التحالف العربي أن مركز الاحتجاز لم يكن مدرجا على قائمة الأماكن التي لا يجب استهدافها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان، قولهم إن "ضربة جوية أصابت مركز احتجاز مؤقت في محافظة صعدة في اليمن، مما أسفر عن سقوط عدد من القتل ىبينهم مهاجرون أفارقة".
وفي السياق ذاته، انقطع الإنترنت في جميع أنحاء اليمن، صباح الجمعة، بعد غارات جوية نفذها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، استهدفت موقعا للاتصالات في مدينة الحديدة، حتى عاد اليوم الثلاثاء.