موسكو - سبوتنيك. وقال بوتين، في اجتماع مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي: "أعدت وزارة الخارجية الروسية مشروع نسخة محدثة لمفهوم السياسة الخارجية الروسية. هذه الوثيقة، بالطبع، تنتمي إلى فئة وثائق التخطيط الاستراتيجي، وقد أخذت الخارجية الروسية في الاعتبار هنا، آخر التغيرات التي تحدث في العالم، بما في ذلك التغيرات الهامة، التي حدثت في السياسة الدولية خلال السنوات الخمس الماضية".
"يعمل مجلس الأمن الروسي، بشكل أو بآخر، على إعداد وثائق التخطيط الاستراتيجي، وللتنويه، في مختلف المجالات. اليوم سنتحدث عن مجال المسؤولية المباشرة لمجلس الأمن - عن السياسة الخارجية".
ويأتي هذا الاجتماع عقب استلام موسكو ردين مكتوبين من الولايات المتحدة وحلف الناتو، على مطالبها الأمنية، واللذين، بحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لم يلبيا ما سعت إليه بلاده، بل كان هذان الردان مقدمة لإجراء مباحثات حول عدد من المسائل الثانوية، في الوقت الذي تم في هذين الردين رفض طلب موسكو بوضع حد لتوسع الناتو شرقاً. وأضاف أن الرئيس بوتين قد اطلع على جوابي الناتو وأميركا، ويتم حالياً تحليل هذين الجوابين للرد عليهما من قبل موسكو.
وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، يوم أمس الخميس، أن أوكرانيا في الوقت الحالي، تحولت، بقدر ما، إلى لعبة في أيدي حلف الناتو والولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه يتم استخدامها كأداة للضغط الجيوسياسي على روسيا.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أكد في وقت سابق، أن الولايات المتحدة في ردها على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل موسكو، لم ترد على أهم طلب روسي، وهو وقف تمدد حلف الناتو شرقاً.
وكانت روسيا قد نشرت، في نهاية عام 2021، مسودة اتفاقية مع الولايات المتحدة واتفاقية مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بشأن الضمانات الأمنية.
وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو شرقاً، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وعقد اجتماع لمجلس "روسيا – الناتو"، في بروكسل، في الـ12 من الشهر الجاري؛ وجاء في أعقاب المحادثات بشأن الضمانات الأمنية بين روسيا والولايات المتحدة، يومي 9 و10 كانون الثاني/يناير 2022، في جنيف.
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، بذريعة حماية أوكرانيا من "تهديد روسي محتمل".
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بالتحضير لهجوم عسكري ضد أوكرانيا، وهو ما نفته الأخيرة في مناسبات عدة، معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" على حدودها.
وأكدت روسيا مرارا، أنه لا نية لها لشن أي عملية ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا، استعداداً لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريراً لتوسع الناتو شرقاً، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة، قائلة، إنه يهدد الأمن القومي الروسي.