وقالت خارجية الدولة الإسكندنافية، إن الأجهزة المحمولة للدبلوماسيين الفنلنديين العاملين في الخارج تعرضت للاختراق باستخدام برامج تجسس متطورة، بحسب "واشنطن بوست".
وأوضحت أن الحديث يدور عن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي، والذي يمكنه التسلل بسلاسة إلى الهاتف المحمول والسماح لمشغليه بالوصول إلى محتويات الجهاز وسجل الموقع.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: "أصابت البرمجيات الخبيثة شديدة التعقيد هواتف (الدبلوماسيين) مستخدمي آبل أو أندرويد دون أن يلاحظوا ذلك ودون أي إجراء من جانب المستخدم".
وأضافت: "من خلال برامج التجسس، قد يكون الجناة قادرين على جمع البيانات من الجهاز واستغلال ميزاته".
وأوضحت الخارجية أن عمليات الاختراق تم اكتشافها في خريف وشتاء 2021-2022 وأن حملة التجسس لم تعد نشطة.
ولم يكشف يارمو ساريفا سفير فنلندا للأمن السيبراني، عن البيانات التي تم جمعها، لكنه قال إنه بموجب البروتوكولات الحكومية، يجب أن تكون المعلومات المرسلة عبر الهاتف عامة أو مصنفة على أدنى مستوى.
وقال ساريفا: "كما تعلمون، فإن برنامج التجسس بيغاسوس يأخذ الهاتف تحت سيطرته. حتى ميكروفون وكاميرا الجهاز يتم التجسس عليهما".
ولم يذكر عدد الدبلوماسيين المستهدفين والدول التي يتمركزون فيها.
ولدى سؤاله عمن يعتقد أنه وراء التجسس الإلكتروني قال: "لدينا شكوكنا بالطبع"، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.
وكان برنامج التجسس سيء الصيت، قد أثار ضجة واسعة خلال الصيف الماضي، بعدما كشفت تقارير صحفية عن استخدامه على نطاق واسع من قبل أنظمة ديكتاتورية لتعقب المعارضين وناشطي حقوق الإنسان.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس ووسائل إعلام أخرى العام الماضي أن هواتف 11 من موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك بعض ضباط الخدمة الخارجية، الذين يعملون في أوغندا، تم اختراقها باستخدام برامج التجسس "بيغاسوس".
وتقول شركة "إن إس أو" الإسرائيلية إنها تبيع "بيغاسوس" للحكومات فقط لغرض مكافحة الجريمة والإرهاب.
وتؤكد أن جميع المبيعات تتطلب موافقة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، وإن لديها إجراءات وقائية لمنع إساءة الاستخدام.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، كشف تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، استغل منح تصاريح لدول أجنبية باستخدام البرنامج، مقابل الحصول على مكاسب سياسية.
وزعمت أن نتنياهو وجه وزارة الدفاع الإسرائيلية لمنح السعودية، بعد اتصال جرى مع ولي عهدها محمد بن سلمان تصريحا جديدا لاستخدام البرنامج، مقابل استخدام الطائرات الإسرائيلية لأول مرة الأجواء السعودية.
وبحسب التقرير، غيرت دول مثل المكسيك وبنما تصويتها في الأمم المتحدة لصالح إسرائيل بعد الحصول إلى البرنامج، كما زعم أن البرنامج لعب دورا في "تجنيد" الدول العربية من أجل صراع مشترك في إيران.
ونفى نتنياهو صحة ما ورد في التقرير الصحيفة الأمريكية، ووصفه بـ "الكذبة الكبيرة".