وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قد أكد خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، أن الأجوبة اللبنانية على المبادرة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح سيحملها وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى الاجتماع الوزاري العربي.
وطرح البعض تساؤلات حول طبيعة الرد اللبناني على المبادرة الخليجية، ومستقبل بيروت في حال جاء الرد سلبيًا على المبادرة كما توقع المراقبون.
رد لبناني منتظر
وقال بيان وزاري أعقب لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، مع مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الجمعة، إن ميقاتي أطلع المفتي على "الجهود التي يتم بذلها لتوطيد علاقات لبنان مع الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الإطار كان تشديد مشترك على أهمية أن يكون الرد الرسمي اللبناني على الأفكار الخليجية إيجابيا".
وأعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أن لبنان سيرد على إجراءات بناء الثقة التي قدمتها الكويت، قبل يوم السبت المقبل، الذي تستضيف فيه الكويت اجتماعا وزاريا عربيا.
وقال بو حبيب في تصريحات لتلفزيون "إن.بي.إن" اللبناني ردا على سؤال حول المبادرة: "هذه مبادرة تفاهم ولا تحمل أي شروط بل هي لمصلحة لبنان والعرب وهي مدعومة عربيا ودوليا"، موضحا أن المبادرة تتكون من 12 بندا معظمها قرارات دولية.
رد سلبي
اعتبر الدكتور أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني أن رد لبنان على المبادرة الكويتية معروف سلفًا، وهو الرفض خاصة فيما يتعلق بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، وما يتعلق باتفاق الطائف، خاصة المواد التي لم تنفذ والخاصة باللا مركزية الإدارية الموسعة وإنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ونزع سلاح المليشيات، كل هذه المواد موجودة في الدستور اللبناني وأتت القرارات الدولية لتؤكد عليها، وحزب الله يرفض منذ زمن بعيد هذه القرارات وهذا التوجه الموجود في اتفاق الطائف.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الرد سيكون بأن القرار رقم 1559 والذي يدعو إلى حل المليشيات وتسليم سلاحها للدولة لا يخضع حزب الله، والذي يعتبر نفسها مقاومة وليس مليشيا وهي المعضلة الحقيقية التي يعاني منها لبنان، وخاصة أنه خرج من حدود الدولة وبات يتدخل في الدول العربية ويشارك في الحروب وله تأثير في هذه الدول.
وتابع: "الرد سيكون إنشائيًا أن لبنان يلتزم بالقرارات الدولية وحريص على العلاقات مع الدول العربية، لكن تركيبة النظام اللبناني والتنوع لا يسمح للسلطة بنزع سلاح حزب الله وليس للدولة قدرة على فعل ذلك،فالرد سيكون سلبيًا وهو ما يؤشر أن الفترة القادمة ستكون مرحلة صراع ومرحلة تصعيد بين الدول العربية ولبنان بسبب سيطرة حزب الله على السلطة وقرارات الحكومة".
أزمة حزب الله
بدوره اعتبر الدكتور فواز كاسب العنزي، المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية وسياسية كبيرة من خلال السلوك الذي ظهر به حزب الله وأثر على العلاقات الخاصة بالحكومة اللبنانية على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي، خاصة دول الخليج التي دائمًا ما وقفت مع لبنان في الأزمات الماضية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، استفحلت المشكلة بين لبنان ودول الخليج بعد أن أصبحت الحكومة اللبنانية ضعيفة جدًا أمام حزب الله، الذي سبب إرباكًا كبيرًا للجبهة الداخلية والخارجية اللبنانية تسبب في تلك الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية داخليًا، وأزمة العلاقات مع الخليج على المستوى الخارجي.
وأكد أن مبادرة الكويت جاءت لإرجاع الحكومة اللبنانية لمسارها الصحيح، ومساعدتها في الجانب الاقتصادي، وكذلك في الانتخابات وأزمة خروج سعد الحريري من السباق السياسي.
ويعتقد المحلل السياسي السعودي أن لبنان لا يستطيع فك قيده من حزب الله، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأزمة، وعلى الجانب الآخر سيحاول الرئيس اللبناني ميشال عون البحث عن أي مدخل لاستمرار العلاقات الدولية، من أجل خلق حالة من الاستقرار الداخلي، الذي يزيد من كتلة وتماسك الجبهة الداخلية والحد من ضغوط حزب الله، لإعادة العلاقات مع دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية.
وكان وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد الناصر، أكد يوم الأحد، عدم توجه بلاده للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وحسب صحيفة "القبس" الكويتية، قال الشيخ أحمد الناصر: "نرحب باللبنانيين بجميع مستوياتهم لزيارة الكويت"، مضيفاً: "أن زيارة وزير الخارجية اللبناني ستكون ثنائية وهناك دعوة سابقة لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي".
ولفت خلال مؤتمر صحفي من قصر بعبدا في بيروت: "أحمل رسالة عبارة عن أفكار وإجراءات لبناء الثقة مع لبنان"، مشددا على أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وتعمل على إجراءات بناء الثقة بما يفيد الجميع.
وذكر تلفزيون "الجديد" اللبناني أنه حصل على معلومات تفيد بأن الدول العربية والخليجية تأمل أن يحمل وزير الخارجية عبد الله بوحبيب معه خلال زيارته المرتقبة نهاية الشهر إلى الكويت، جواب لبنان الرسمي بشأن ورقة الأفكار الخليجية العربية، وأن يُطرح الجواب اللبناني في اجتماع وزراء الخارجية العرب للمساعدة في إطلاق منهجية العمل لإعادة بناء الثقة مع لبنان.