أهداف أمريكية في تايوان… ما سقف التصعيد بين بكين وواشنطن؟

حذر خبراء من تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وما يمكن أن يترتب على استمرار التوتر أو المواجهات من آثار مدمرة.
Sputnik
الخبراء أكدوا في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن أمريكا تستغل ملف تايوان، من أجل الضغط على الصين في ملفات أخرى، حيث تتعدد ملفات النفوذ والصراع بين الدولتين.
وحذر سفير الصين لدى الولايات المتحدة تشين جانج، اليوم الجمعة، من اندلاع صراع عسكري بين القوتين العظميين في نهاية المطاف، إذا شجعت أمريكا استقلال تايوان عن بلاده.
وقال تشين للإذاعة الوطنية العامة في مقابلة أذيعت اليوم: "اسمحوا لي أن أؤكد على ذلك؛ قضية تايوان هي أكبر مشكلة بين الصين والولايات المتحدة".
وأضاف: "إذا استمرت السلطات التايوانية، بتشجيع من الولايات المتحدة، في السير على طريق الاستقلال، فمن المرجح أن (تنخرط) الصين والولايات المتحدة، الدولتان الكبيرتان، في صراع عسكري".
وبحسب وكالة "رويترز"، أذيع اللقاء بعد ساعات فقط من مناقشة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي للأزمة المتعلقة بأوكرانيا.
من ناحيته قال الخبير الأمني شارل أبي نادر الخبير الأمني والاستراتيجي، إن تايوان تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للصين، من كافة المستويات، التاريخية والجغرافية، الاقتصادية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الصين جادة في التعامل مع الوضع بمستويات مرتفعة تجاه تايوان، أي أنها يمكن أن تتخذ أي قرارات للحفاظ على الوضع الحالي.
وأوضح أن الصين لن تسمح بالخروج من سيادتها، كما أنها لن تقبل بالتدخل الأمريكي في تايوان وتحريضها على الصين.

تعدد الأزمات

وأشار إلى أن أزمة تايوان ليست الوحيدة بين بكين وواشنطن، وأنها واحدة من عشرات الملفات الخلافية، وأهمها بحر الصين الجنوبي والنزاع بين القوتين هناك.

ويرى أن واشنطن تضغط في أحد الملفات من أجل التصويب على مشكلة أخرى، أي أنها تضغط في ملف تايوان للمقايضة بملف بحر الصين الجنوبي، وغيره من الملفات.

بحسب الخبير الأمني والاستراتيجي، أن التحرشات الأمريكية تستمر ويمكن أن تتأزم بدرجة كبيرة، إلا أنه استبعد المواجهات العسكرية المباشرة لما لها من تداعيات تدميرية على الجميع.
ويرى أن أشكال التصعيد تتمثل في المناورات المتبادلة والاستنفارات، والعقوبات التي يمكن أن تفرضها واشنطن.

أهداف واشنطن في تايوان

وكشف أن أهداف واشنطن من دعم تايوان تتمثل في امتلاك نقطة ارتكاز ضاغطة على الصين، بهدف خلق قاعدة للتحرش والضغط، قريبة من الصين وتشكل قاعدة تأثير فعالة على بكين.
في الإطار ذاته قال المحلل السياسي والاستراتيجي منذر ثابت، إن التوترات الحالية تشمل الاستنفارات والتشنجات الحاصلة بين إسرائيل وإيران ومنطقة الخليج، وكذلك التوترات بين واشنطن وبكين، وأنها جميعها تزيد من حدة التوتر على مستوى العالم.

مساعي واشنطن للهيمنة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الولايات المتحدة تمثل الطرف الرئيس في النزاع، وأنها تسعى دائما للسيطرة على العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن التحرشات الأمريكية ناجمة عن تأكيد الدراسات الاستشرافية أن الصين ستمر في العام 2024 إلى أعلى المراتب.
واستبعد أي مواجهات عسكرية بين الجانبين، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة تعتمد العقوبات الاقتصادية، كما اعتادت فعل ذلك.

تصاعد التوترات

وتصاعدت التوترات بين بكين وتايبيه في الأشهر الأخيرة حيث نفذ الجيش الصيني مهمات جوية متكررة فوق مضيق تايوان، الممر المائي الذي يفصل الجزيرة عن الصين.
قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، للكونغرس العام الماضي، إن الصين قد تسعى لغزو تايوان والسيطرة عليها في غضون السنوات الست المقبلة، لكنها قد لا تنوي ذلك على المدى القريب.
مناقشة