ونقلت صحيفة معاريف العبرية، صباح اليوم السبت، عن بينيت إنه ليس لدى بلاده القدرة على حكم المواطنين العرب في النقب، مهددا، في الوقت نفسه، بإقامة "جدار حديدي" ضدهم.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه في العشرين عاما الأخيرة فقدت بلاده بقدر كبير، منطقة النقب، بسبب غباء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، موضحا أنه أمر بتحريش (تشجير) المناطق التي يسكنها بدو النقب رغم المعارضة الشديدة لها من قبل البدو أنفسهم، واعتقال أفراد الشرطة الإسرائيلية المئات منهم، خلال المواجهات الأخيرة بينهما.
وادعى نفتالي بينيت أن بدو النقب يعيشون في أراضيهم بصورة غير قانونية، رغم عدم وجود مكان ليسكنوا فيه بصورة قانونية، وإن كانت الفكرة هي تجميعهم وتركيزهم في عدة بلدات معترف بها.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن حكومته ستلجأ لإقامة جدار من حديد في حال عجزت عن فرض سيطرتها على السكان هناك، معتبرا وجودهم تهديدا حقيقيا لإسرائيل.
فقاعات إعلامية
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن حديث بينيت عن إقامة جدار حديدي ضد مدينة النقب العربية داخل إسرائيل، مجرد كلام وفقاعات إعلامية، حيث لا يمكنه القيام بهذه الخطوة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حكومة بينيت تعتمد على القائمة العربية الموحدة، التي تتكون من 4 نواب عرب بزعامة منصور عباس، وهؤلاء لن يسمحوا لبينيت أو حكومته بإقامة مثل هذا الجدار العازل.
وأكد كنعان أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي جاءت من أجل إرضاء اليمين الفاشي في إسرائيل، ونواب اليمين في حكومته، ولكنه يدرك تمامًا أنه لا يستطيع تنفيذ هذه التهديدات، وفي مثل هذه الحالة هذه الحكومة ستتفكك وربما يكون هناك انتخابات مبكرة.
ويرى كنعان أنه إضافة إلى وجود النواب العرب في حكومة بينيت، فهناك أسباب أخرى تمنعه من إنشاء هذا الجدار، منها عدم امتلاك الإمكانيات المادية لذلك، كما أن الشعب العربي الفلسطيني في النقب لن يسمح بذلك، وسيتم مواجهة السياسة الفاشية والعنصرية بكل قوة ووحدة شاملة سواء في النقب أو في الداخل العربي الفلسطيني (أراضي 48).
انتصار فلسطيني
في السياق، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، أن تصريحات بينيت بشأن إنشاء جدار فصل في النقب، اعتراف منه بعدم تمكنه من السيطرة على المدينة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تؤكد تلك التصريجات شعور إسرائيل بحالة من الإحباط بسبب فشل السيطرة على مدينة النقب، والمقاومة العربية هناك، والذين رفضوا تنفيذ قرارات إسرائيل الخاصة بشأن القرى غير المعترف بها.
وتابع: "المقاومة في النقب أحدثت حالة من الصمود والتحدي للاحتلال، وجعلته يفكر بشكل واضح لنصب جدار فصل هناك، وهو شيء مضحك، حيث تعترف إسرائيل بعد 74 عامًا من احتلال فلسطين أنها لا تستطيع السيطرة على النقب".
ويرى الرقب أن تصريحات بينيت تعد انتصارًا لتاريخ نضال الشعب الفلسطيني وتعطي صورة حقيقية وحية على فشل إسرائيل في السيطرة على الكثير من المدن الفلسطينية، وهو انتصار للنقب وللحالة الفلسطينية بشكل عام.
وشهدت بلدات في النقب قبل أسبوعين، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة التي أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع في المكان بمشاركة طائرات مسيرة استخدمت وقتها لأول مرة.
وشارك في التظاهرة الفلسطينية التي دعت إليها اللجنة التوجيهية العليا لعرب النقب في جنوب إسرائيل، أكثر من ألفي شخص قرب مفترق قريتي سعوة والأطرش، وهي التظاهرة التي رفعت فيها لافتات وشعارات منددة بالإجراءات الإسرائيلية بحقهم.
وجاءت التظاهرة ضمن جملة من الفعاليات الفلسطينية التي أعلنت عنها اللجنة التوجيهية العليا لعرب النقب، والتي ترمي إلى التنديد بتواصل الممارسات القمعية ضد أهالي النقب وأراضيهم وممتلكاتهم.
وكانت المواجهات قد اندلعت عندما شرعت السلطات الإسرائيلية في تشجير ومصادرة أراضي البدو العرب في عدد من البلدات كإشارة إلى فرض سيادة تل أبيب عليها، وهو ما قوبل برفض شديد واحتجاجات عارمة من قبل سكانيها.