موسكو - سبوتنيك. تعليقا على زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن، يرى الخبير الاستراتيجي، أن الجانبين سيتشاوران بشأن كمية الغاز، التي يمكن أن تؤمنها قطر لأوروبا؛ لافتا إلى استعداد قطر للسير بهذا التوجه.
وأوضح حنا أن تركيا متضررة من الأزمة الراهنة حول أوكرانيا؛ وقال، "بل هي مطوقة استراتيجيا؛ فمن ناحية هناك الوجود الروسي في سوريا على حدودها الجنوبية، وهناك حدودها الشمالية مع هذا البلد".
وأضاف حنا، "إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يصبح البحر الأسود بحيرة روسية بامتياز؛ وهو ما سيخلق مشكلة لتركيا، على المدى البعيد".
وتابع: "يمكن أن تلجأ قطر إلى تحالف مع تركيا، ويمكن أن تتوجه إلى أذربيجان التي تملك الغاز. غير أن إي خيار من الخيارات المطروحة بحاجة إلى وقت، علما بأن هذا لا ينفي السؤال الذي يطرح، وهو: ماذا ستفعل روسيا إذا وجد الأوروبي بديلا لها؟".
وحول المصادر الأخرى من الغاز التي يمكن أن تساعد قطر في تأمينها؛ أشار حنا إلى أن الدوحة تملك علاقات جيدة مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند؛ "لكن هناك حاجة لإجراء عملية إعادة التوجيه، بمعنى تأمين كميات الغاز، التي لا يملكها القطريون، من هذه الدول، ومد أوروبا بها".
ويعتبر الخبير الاستراتيجي اللبناني، أنه بالإمكان القول، إن الدول الأوروبية التي تتزود بالغاز الروسي، قد تلجأ أيضا إلى دولتين أوروبيتين شماليتين، هما النروج والدنمارك الغنيتين بالغاز؛ غير أنه قد لا تكون لدى هذين البلدين الكميات الكافية.
وتحدث الجنرال حنا عن عائق أساسي في مسألة مد أوروبا بالغاز من مصادر غير الروسية، وهي البنى التحتية لنقل الغاز المسيل عبر البحر، وتحويله لغاز عند وصوله إلى مكان تصديره.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو أربعين بالمئة من احتياجاته، على صعيد موارد الطاقة، من روسيا؛ وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة.
وقال مسؤول قطري لوكالة "فرانس برس"، قبل الاجتماع بين أمير قطر والرئيس الأمريكي، إن "المحادثات جارية" حول تحويل شحنات للغاز الطبيعي المسال من الأسواق الآسيوية الرئيسية إلى أوروبا، في حال قطع الكرملين الإمدادات عن أوروبا.
ويأتي ذلك، على الرغم من عدم صدور أي تصريحات من الجانب الروسي، تشير إلى قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا، أو خفضها.
ويتم تداول معلومات في الإعلام الغربي، حول أن موسكو قد ترد بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، في حال أقرت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة، على خلفية الوضع حول أوكرانيا.
إلى ذلك، تنفي موسكو، جملة وتفصيلا، جميع الاتهامات حول استعدادها لمهاجمة أوكرانيا؛ وتؤكد أن كل ذلك يستخدم ضمن الذرائع، التي تسوقها واشنطن والعواصم الغربية، لتوسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقا باتجاه الحدود الروسية.
وكانت روسيا قدمت إلى الولايات المتحدة والناتو، مسودة مقترحات بشأن الضمانات الأمنية، التي تطلبها؛ ورد هذان الطرفان الغربيان بوثيقتين، قال مسؤولون روس، إنهما لم تأخذا في الحسبان المطالب الأساسية لموسكو، بشأن ضمان أمنها القومي.