وصفت المنظمة في تقريرها إسرائيل بأنها تمارس "نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية"، وأوضحت أن إسرائيل عملت على مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية على نطاق واسع، وعمليات القتل غير المشروع، والتهجير القسري، والقيود الصارمة على الحركة، وحرمان الفلسطينيين من حقوق الجنسية والمواطنة".
وشددت المنظمة على أن "جميع هذه الانتهاكات هي مكونات نظام عنصري تمييزي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي". وأشارت منظمة "أمنستي" إلى أن "التقرير الجديد من أكثر الأبحاث والتحقيقات عمقًا وشمولًا التي أجرتها منظمة العفو الدولية للوضع، حتى اليوم".
تأثير إيجابي
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس "الحزب القومي العربي"، وعضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي السابق، أن تقرير أمنستي الذي صدر ضد إسرائيل مميز وإيجابي، ويصف الوضع في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة بوضوح.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إسرائيل تتعامل مع الشعب الفلسطيني بشكل عنصري وهمجي وتضييق اقتصادي وسياسي وخنق الشعب الفلسطيني من التجوال والحياة الكريمة في أرضه ووطنه، كما كان في جنوب إفريقيا وليس صدفة أن التقرير اتهم إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، ولكن إسرائيل هاجمت واضعي التقرير وكذلك الإدارة الأمريكية وبعض الدول التي تحمي تل أبيب ولا تريد السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى كنعان أن التقرير يجب أن يحرك ضمائر العالم الحر وأن يقف عن قرب عما يجرى على الأراضي الفلسطينية، وكذلك في الداخل العربي بإسرائيل فهناك إجحاف يمارس ضد الأقلية الفلسطينية في الداخل عبر القوانين الظالمة التي يصدرها الكنيست، الخاصة بالميزانيات المخصصة للمجتمع العربي، وقوانين لم الشمل والمواطنة، وغيرها من القوانين المجحفة.
وعن تأثير التقرير على إسرائيل، قال إن التقرير لن يؤثر كثيرا على الوضع العام، ولكن ربما يؤخذ بعين الاعتبار من قبل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بحيث أنه تقرير رسمي ومؤسساتي، إذا استمرت السلطة في مقاضاة إسرائيل أمام المحكمة.
وأكد أن التقرير يجب أن يعطي فرصة للسلطة الفلسطينية للتحرك دوليًا وعربيًا من أجل فضح السياسة العنصرية لحكومة إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
تقرير معنوي
في السياق اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن تقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي" الذي يصف إسرائيل كدولة فصل عنصري هو تقرير معنوي يرفع معنويات الشعب الفلسطيني ويحرج المجتمع الدولي الذي يدعم إسرائيل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، محكمة الجنائية الدولية التي تريد أن تحقق في جرائم إسرائيل قد يشجعها هذا التقرير على اتخاذ قرارها النهائي في التحقيق في الجرائم الإسرائيلية.
وتابع: "رغم ذلك سيمنع الاحتلال المؤسسات الدولية من العمل في الأراضي الفلسطينية وستتحول هذه التقارير لمجرد تقارير للحفظ وللتاريخ دون تأثير حقيقي على الاحتلال وجرائمه".
ورحبت حركة "فتح" الفلسطينية بتقرير "أمنستي" وشددت على أنه يعكس جزءا مهما من حقيقة إسرائيل وممارساتها العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وبحق الإنسانية جمعاء.
وقال الناطق باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، في بيان وصل وكالة "سبوتنيك": "نعم نتفق تماما مع هذا التقرير في وصف إسرائيل بدولة الفصل العنصري ونظام الأبارتهايد وأن ما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني من جرائم ضد الإنسانية يتطلب خطوات حقيقية من كافة الأطراف الدولية ذات الصلة لوقف هذه الممارسات العنصرية والمنبوذة دوليا".
وأضاف القواسمي أن "هذا التقرير هو شهادة إضافية لمن يشكك بممارسات إسرائيل أو يدعي أنها تدافع عن نفسها أو أنها دولة ديمقراطية، فإسرائيل ووفقا لهذا التقرير وغيره من التقارير الحقوقية الدولية تعبر عن أبشع أنظمة الأبارتهايد والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني".
من جانبها وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان تقرير أمنستي بالكاذب والمنحاز والمعادي للساميةـ وأضافت "تقرير منظمة العفو الدولية هو في الواقع ضوء أخضر للمهاجمين وما شابه ذلك لإلحاق الضرر ليس بإسرائيل فحسب، بل باليهود في جميع أنحاء العالم أيضًا". وتابعت بالقول إن "التقرير ينفي حق دولة إسرائيل في الوجود كدولة قومية للشعب اليهودي".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، ومنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، قد صرحتا في تقريرين منفصلين خلال العام الماضي، أن "إسرائيل ترتكب جرائم فصل عنصري". وذكرت "هيومن رايتس ووتش" في شهر نيسان/ أبريل 2021 أن "السلطات الإسرائيلية ترتكب الجريمتين ضد الإنسانية، المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد".
وأطلق المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" في شهر كانون الثاني/ يناير 2021 على إسرائيل وصف "دولة فصل عنصري (أبارتهايد)".