سقط ريان البالغ من العمر 5 سنوات، مساء الثلاثاء، في فوهة البئر غير المغطاة وغير المسيجة، بالقرب من منزل العائلة. أفادت بعض التقارير أن الحادث وقع أثناء قيام والده ببعض أعمال الصيانة المتعلقة بالبئر.
بدأت جهود الإنقاذ صباح الأربعاء، وشكلت لجنة تتبع وتنسيق للإشراف على العملية، ووصلت عملية الإنقاذ التي أصبحت حديث العالم الآن لحظات حاسمة في الساعات القليلة الماضية.
ريان: حديث العالم
وفي أحدث إفادة حول مصير الطفل العالق منذ يوم الثلاثاء في غيابت الجب، قال مراسل "سبوتنيك" إن عمليات الحفر وجهود الإنقاذ في يومها الثالث – توشك أن تبدأ يومها الرابع – ما زالت مستمرة.
انتهى رجال الإنقاذ بالفعل من تنفيذ حفرة شبه رأسية موازية للبئر، وتعمل منذ ساعات على حفر نفق أفقي يصل إلى نفس النقطة التي يتواجد بها الطفل، لكنها عملية معقدة وشاقة للغاية ومحفوفة بالمخاطر.
نظرا لطبيعة التربة الرملية في المنطقة فإن عمليات الحفر تتم بحرص شديد، وتحاول سلطات الوقاية المدنية مد أنابيب معدنية ضخمة لتجعل هذا النفق أكثر تماسكا ومقاومة للانهيارات.
وتنفذ عمليات الحفر في المرحلة الأخيرة بشكل يدوي أو باستخدام آلات خفيفة للغاية حرصا على عدم تصدع التربة وتداعي جدران الحفرة وضياع جهود استمرات أياما.
وفقا للتقارير الواردة من المغرب وشهود عيان، فإن الطفل ريان لا يزال على قيد الحياة، بعدما نجحت جهود رجال الإنقاذ في تزويده بالأكسجين والمياه وبعض الطعام، إلى جانب كاميرا للاطمئنان على حالته والتواصل معه.
في وقت سابق، قال مسؤولو الإنقاذ إن عملية حفر النفق ستمتد على مسافة 8 أمتار بين البئر والحفرة الحديثة، وسيستعان في حفره بالأنابيب المعدنية شديدة التحمل. وقال رئيس فرق الإنقاذ المغربي، إنه "جاري العمل على تركيب 3 أنابيب معدنية لمد نفق أفقي للوصول إلى الطفل ريان".
تجري عملية انتشال الطفل ريان بالاستعانة بمعدات ثقيلة عددة ومجموعة كبيرة من رجال الطوارئ وحتى خبراء الجيولوجيا، إلى جانب حشد جماهيري غفير على أطراف منطقة العمل، ووسط تغطية إعلامية مباشرة على نطاق واسع.
فتية الكهف
وأعاد حادث الطفل المغربي إلى الأذهان قضية "فتية الكهف" الذين علقوا داخل كهف في تايلاند طيلة أسبوعين واستغرقت عملية إنقاذهم 3 أيام وتطلبت جهودا استثنائية شارك فيها غواصون وجهات أجنبية، واجتذبت اهتماما وتعاطفا عالميا.
تعود القصة إلى صيف عام 2018 في تايلاند عندما خرج فريق كرة قدم – 12 مراهقا - من الناشئين بصحبة مدربهم في رحلة لاستكشاف الكهوف، ليعلقوا طيلة أسبوعين داخل كهف "تام لوانغ"، الذي يمتد لسبعة كيلو مترات بعد أن غمرته مياه الفيضانات.
كانت عملية الإنقاذ أيضا شاقة ومضنية، حيث أضطر الغواصون إلى المرور عبر منفذ ضيقة للغاية ومناطق موحلة، لكنهم في النهاية وجدوا الفتية ومدربهم على قيد الحياة فوق صخرة عالية وكانوا في حالة صحية سيئة.
شارك أكثر من 1000 شخص في جهود الإنقاذ بينهم متطوعون والبحرية التايلاندية بجانب مساعدة من بلدان عدة. وتوفي أحد رجال الإنقاذ أثناء العملية.
عمال المنجم
في حادث مشابه في التفاصيل لكن أكثر رعبا وقع عام 2010، نجح رجال الإنقاذ في إخراج عمال منجم محاصرين في تشيلي عبر طريق ضيق، في عملية إنقاذ خطط لها بدقة وأنهت محنة استمرت شهرين في أعماق الأرض.
واحدا تلو الآخر، صعد عمال المنجم إلى كبسولة فولاذية مصممة خصيصا - بالكاد أعرض من كتفي رجل - وقاموا برحلة مدتها 15 دقيقة عبر 2050 قدما (625 مترا) من الصخور إلى السطح، بحسب "رويترز".
كارثة منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء أتاكاما شمال تشيلي ضمت 33 رجلا علقوا في بطن الأرض بعد انهيار البناء لمدة 69 يوما، وكانت لحظة خروجهم ونقلهم إلى المستشفيات أشبه بالنصر العسكري حيث ابتهج جميع السكان والعالم الذي راقب بتعاطف الحادث وتداعياته.
دقت أجراس الكنيسة في تشيلي عندما أخرج أول عامل المنجم، وكان التشيليون متراصون أمام أجهزة التلفزيون طوال الليل، يشعرون بالفخر بقدرة أمتهم على إنقاذ الرجال.
أقيمت شاشات فيديو كبيرة في الأماكن العامة في جميع أنحاء تشيلي للسماح للناس بالمشاهدة والتشجيع، أثناء نقل كل العمال العالقين إلى السطح.
قضى عمال المناجم 69 يوما في بطن المنجم المنهار الحار والرطب، وكان يُعتقد أنهم جميعا لقوا حتفهم خلال الأيام السبعة عشر الأولى. لكن جذبت قصة بقائهم على قيد الحياة انتباه العالم.
حضر نحو 1500 صحفي إلى المنجم لمتابعة عملية الإنقاذ، التي بثت على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصور الحية الدرامية لعمال المناجم وهم يعانقون رجال الإنقاذ الذين تحركوا داخل المنجم المنهار للوصول إلى ملجئهم في العمق.
عثر رجال الإنقاذ على الرجال أحياء بأعجوبة حيث لم يتوافر لديهم سوى حفرة بحجم حبة الجريب فروت، والتي كانت بمثابة شريان حياة لتمرير المواد الهلامية والماء والطعام، بالإضافة إلى الأناجيل والرسائل من عائلاتهم ومقاطع الفيديو الخاصة بكرة القدم للحفاظ على معنوياتهم.