فمدرب المنتخب المصري أدرك ذلك منذ البداية وأزاح عن كاهله عائق تحقيق اللقب، عندما قال إنه "لم يَطلب منه أحد تحقيق بطولة أفريقيا". تصريحات كارلوس كيروش أثارت ضجةً كبيرةً لدى جمهور الكرة والنقاد الرياضيين والإعلاميين، وبدأت الاتهامات تنهال على اتحاد الكرة قُبيل البطولة بفشله في إدارة ملف التعاقد مع المدير الفني.
إلى جانب ذلك، كان أكبر المتفائلين يرى أن منتخب مصر لن يتخطى الدور ربع النهائي خاصة بعد الوقوع أمام نظيره المغربي المدجج بالنجوم وصاحب المستوى الأول في تصنيف منتخبات أفريقيا.
تصريحات البرتغالي كيروش لم تكن وحدها التي وجهت سهام الانتقاد اللاذع لمدرب الفراعنة، إذ أثارت أسماء اللاعبين في قائمته لأمم أفريقيا صخبا لم يُنههِ إلا تألق اللاعبين خلال البطولة.
السلبيات التي أُخذت على المدرب كيروش ربما كانت الدافع الأكبر وراء وصول منتخب مصر إلى المباراة النهائية، فالقائمة ابتعدت عن المجمالات ووُضع فيها الأجهز فنيا والأنسب لخطط المدير الفني، فقاتلت العناصر الجديدة التي ضمها البرتغالي للفريق لتحقيق الانتصارات.
وأيضا اللعب بأريحية لدى المدرب واللاعبين كان حافزا أكبر للفوز والتألق، فعندما تعلم أن أي مرحلة تصل إليها هي أعظم الانتصارات عند جمهورك، تقاتل لتحقيق أقصى وأصعب ما يتمناه الجميع وهو أن "تكون البطل".
ربما ساهم كذلك الرقم القياسي الذي يحمله الفراعنة بحصد لقب أفريقيا (7 مرات) في ترهيب الخصوم خلال المباريات وزيادة حماس لاعبي منتخب مصر والضغط عليهم ليكونوا على قدر المسؤولية.
شيء آخر يلحظه الجميع، وهو شخصية نجم الفراعنة وليفربول محمد صلاح، فقائد منتخب مصر خلال البطولة الحالية يشحذ همة وحماس اللاعبين داخل الملعب وخارجه، ليس كصلاح في أمم أفريقيا 2019 الذي انشغل بمهاترات بعض رفاقه في الفريق.
العامل الأعظم في الملحمة الكروية التي يقدمها المنتخب المصري، هو الجمهور الرائع الذي يقف خلف فريقه ينتظر أن يرفرف علم مصر فوق ظهور اللاعبين الساجدين فرحا بالنصر، كل ذلك يجعلنا نقول "الثامنة ممكن!".
(المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)