خبراء يكشفون التداعيات المحتملة لتعليق منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي

قرر الاتحاد الأفريقي، وسط ترحيب فلسطيني وعربي، تعليق قرار منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة، وشكّل لجنة من 7 رؤساء دول من بينهم رئيس الجزائر لدراسة الأمر.
Sputnik
وفي هذا السياق اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "تشكيل الاتحاد الأفريقي لجنة لدراسة مسألة ضمها كعضو مراقب، هو رفض من المنظمة لمحاولات الجزائر وجنوب أفريقيا لمنع الانضمام الإسرائيلي".
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية أن تحد خطوة الاتحاد من نشاط إسرائيل في القارة الأفريقية، حيث تمكنت في الآونة الأخيرة من الوجود بقوة في القارة السمراء.
قرار أفريقي ورد إسرائيلي
رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس الأحد، بقرار قمة الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية إسرائيل بصفة مراقب لدى المنظمة، مشددا على أن هذا القرار يعد بمثابة "خطوة تصحيحية" تتسق مع المواقف التاريخية للاتحاد الأفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية.
ورحب البرلمان العربي بالقرار الذي اتخذته القمة الأفريقية، المنعقدة أمس الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بتجميد عضوية إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الأفريقي.
وأكد البرلمان العربي، في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، أن هذا القرار "صحح الموقف السابق الفردي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وأن الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لن ينضب ولن تنال منه أية محاولات للكيان الصهيوني، مثمنا جهود الدبلوماسية العربية لتصحيح هذا الموقف اتساقا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: "رفض الاتحاد الأفريقي محاولات الجزائر وجنوب أفريقيا لإلغاء قبول إسرائيل كمراقب في المنظمة، وقرّر تشكيل لجنة لمواصلة المشاورات حول هذا الموضوع".
اجتماع بين بوتين وماكرون في موسكو
وأكدت الوزارة أن "قبول إسرائيل في الاتحاد كمراقب، هو مصلحة للجميع، وسيمكّن من زيادة التعاون بين إسرائيل والدول الأفريقية".
وكانت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية قد كشفت منذ أيام عن نشوب ما وصفته بالمعركة داخل الاتحاد الأفريقي بين الداعمين والمعارضين لعضوية إسرائيل في الاتحاد.
انتصار للقضية الفلسطينية
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن حرمان إسرائيل من صفة المراقب التي حصلت عليها من قبل في الاتحاد الأفريقي قرار ممتاز، وانتصار للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.
هلع أوروبي- أمريكي من سلاح "الغاز الروسي" ومناشدات "للإمداد"
وصرح كنعان لـ "سبوتنيك": يعد القرار صفعة لحكومة إسرائيل والذي بدأ بالتوغل في القارة الأفريقية، مؤكدًا أن القرار يحد من التوغل الإسرائيلي في القارة السمراء، كما يحد من التأثير الإسرائيلي الكبير في القارة، ويمنع المندوب الإسرائيلي بالجلوس في اجتماعات الاتحاد الأفريقي الذي يضم العديد من الدول العربية غير المطبعة مع إسرائيل".
"القرار ربما يحد من الدور الإسرائيلي في القارة، لكن إسرائيل لديها أجنحتها وأذرعتها في القارة الأفريقية وتستطيع أن تستمر في ممارسة أعمالها من خلال بعض الدول القادة في القارة الأفريقية".
محمد حسن كنعان
رئيس الحزب القومي العربي
وأوضح كنعان، أن "حرمان إسرائيل من هذا المنصب يزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية وسياساتها، ونأمل أن يعيدها إلى طاولة المفاوضات مع فلسطين، لإنهاء الصراع الذي طال عليه الزمن، وطال معه معاناة الشعب الفلسطيني بسبب ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وباقي المدن الفلسطينية".
تحرك إسرائيل متوقع
بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، أن "تعليق عضوية إسرائيل كعضو مراقب داخل الاتحاد الأفريقي إنجاز بحد ذاته خاصة أن إسرائيل تغنت واحتفلت قبل شهور بهذه العضوية، مؤكدًا أن هذا الانتصار جاء بجهد دبلوماسي عربي وأفريقي".

"إسرائيل التي تستخف بدول أفريقيا كان قبولها كعضو مراقب انتصارًا لشرعنة عملها التخريبي داخل أفريقيا، واليوم بعد أن تم تعليق عضويتها أصيبت بخيبة أمل، ولكن هذا لا يعني تراجعها في التوغل داخل أفريقيا خاصة أن هناك آلاف المشاريع الإسرائيلية داخل أفريقيا".

أيمن الرقب
قيادي في حركة فتح
وتابع: "بل من المتوقع زيادة النشاط الإسرائيلي داخل أفريقيا خاصة في الدول التي أيدت منح الاحتلال الإسرائيلي عضوية مراقب داخل الاتحاد الأفريقي ومنذ سبعينات القرن الماضي والاحتلال الإسرائيلي يعمل في ساحة أفريقيا في أكثر من دولة وأكثر من مجال مستغلة حاجات هذه الدول خاصة بعد تراجع الدور والاهتمام العربي في أفريقيا".
ويرى الرقب أن "إسرائيل تقدر دور أفريقيا السياسي وعدد دول أفريقيا الكثير في الأمم المتحدة وتقدر الإمكانيات الاقتصادية لهذه القارة وبالتالي تسعى لاستغلال ذلك لتحقيق انتصار سياسي ومكاسب اقتصادية وبذلك ستستمر إسرائيل في العمل في أفريقيا ومن المتوقع زيادة هذه الأنشطة على كل الصعد".
وجاء قرار القمة الأفريقية عقب انضمام إسرائيل في أغسطس/آب الماضي، للاتحاد بصفة مراقب بناء على قرار من رئيس المفوضية.
مناقشة