خبير: الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي بشروط إيران

أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، في بيان أنه "سيتم استئناف مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا غدا الثلاثاء، فما هي شروط إيران والتنازلات المطروحة على الطاولة؟
Sputnik
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال في تصريحات أمس، إن بلاده لا تسعى إلى اتفاق محدود أو مؤقت خلال المحادثات النووية الجارية لإحياء الاتفاق الموقع مع قوى غربية عام 2015، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تقدم أي اقتراحا جيدا خلال مفاوضات الإحياء.
لتوضيح تفاصيل هذا الموضوع، تحدثت "سبوتنيك" عبر الإنترنت مع فادي السيد، رئيس مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ومعاون لجنة الدفاع عن قضية فلسطين في القصر الجمهوري في إيران، ليقول لنا بأن "إعلان الاتحاد الأوروبي استئناف مفاوضات النووي في فيينا يأتي في سياق قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي رفع العقوبات عن إيران بخصوص ما يتعلق بالملف النووي، واليوم الغرب وواشنطن يحاولون بإجراءاتهم أن يقفزوا على قرارات فيينا ويحاولون رمي الكرة في ملعب إيران، من ناحية أن أصل المشكلة بين أمريكا وبين إيران هي عامل الثقة الذي، إلى الآن، لم يتم ترسيخه وتثبيته من قبل أمريكا".
ماذا تريد إيران؟
يقول السيد: "الجمهورية الإسلامية تريد رفع العقوبات بالكامل عن الشعب الإيراني وترفض الجلوس على طاولة حوار مع أمريكا قبل رفع هذه العقوبات، لأن باعتقاد إيران أن أي جلوس مع الولايات المتحدة على طاولة حوار قبل رفع العقوبات، معناه أن أمريكا تمارس سياسة العصا والجزرة وهذا الأمر لن ينفع مع إيران، وهذا ما أكده الزعماء والقادة في إيران وهو رفضهم بشكل قاطع أي مجال للتفاوض مع واشنطن قبل هذا الأمر".
موسكو: سياسة ترامب في الضغط على إيران لم تفقد مصداقيتها فحسب بل أضرت بالأمريكيين أنفسهم
وتابع: "النقطة الثانية وهي الأهم بأن إيران أرادت أن تثبت النوايا الحسنة وتطالب الولايات المتحدة بالنوايا الحسنة، المتمثلة برغبتها في العودة بشكل واقعي، وتعترف بخطيئة الرئيس السابق دونالد ترامب وإجراءاته الصعبة على الشعب الإيراني هو رفع العقوبات بشكل كامل وإلى اليوم لم تكتمل هذه الصورة، لذلك اليوم إيران حذرة جدا بالتعامل مع واشنطن وبروكسل لأن إيران ملدوغة من هذين القطبين والمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين، فالأيام الماضية أثبتت أن لا أمان للولايات المتحدة ولا أمان للاتحاد الأوروبي حيث أن هناك اتفاقا مبرما في مجلس الأمن الدولي ولم تحترم واشنطن القانون والاتفاق ولا الاتحاد الأوروبي لم يفي بوعوده لطهران".
ما هي الشروط التي تريدها إيران للعودة إلى خطة العمل المشتركة وما هي التنازلات التي من الممكن أن تقدمها لواشنطن والغرب؟
يقول السيد: "أولا، إيران لا تريد لا تنازلات ولا تقديم معاهدات، إيران كل ما تريده هو عودة الجميع إلى الاتفاق النووي الإيراني وأن تحترم بنود الاتفاق النووي الذي وقّع في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، أوباما، وهذا الأمر لا أحد يلتزم به إلا الجمهورية الإيرانية وهذا باعتراف المنظمة الدولية للطاقة الذرية".
خبير سعودي لـ"سبوتنيك" حول العلاقات بين الرياض وطهران: نريد أفعالا وليس أقوالا
ويضيف: "ثانيا، إيران اليوم تقول لأمريكا إذا أرادت العودة بعد اعتراف جو بايدن بما قام به سلفه ترامب هو ليس بجيد ولن يأتي بنتيجة، وهذه الإجراءات غير مجدية، وأيضا وزير الخارجية الأمريكي قال قرار ترامب كان خطأ كبير في تاريخ الولايات المتحدة، وقال أيضا بأن العودة إلى الاتفاق يصب بحق أمريكا ومصالحها ووجودها في المنطقة، وهذا يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية إذا أرادت العودة إلى الاتفاق يجب العودة من حيث خرجت، عندما خرجت دون احترام المبادئ الدولية وخاصة مجلس الأمن، وإيران تطالب بالعودة من خلال هذه البوابة".
ويتابع: "لكن الزيادة هي أن إيران تطالب بوجود ضمانات في التفاق، وهذه من حقها، لمنع أي رئيس أمريكي في المستقبل أن يفعل ما فعله سلفهم ترامب، بنكسه، وهذا الأمر مرفوض ويجب أن يبحث عن آلية ضامنة لكل أطراف الاتفاق النووي الإيراني وليس إيران بحسب، والاتحاد الأوروبي يؤكد ويشدد على التمسك في الاتفاق النووي لما يصب لصالح الأمن العالمي وهذا الأمر ضمانة لجميع الدول في العالم بالحد الأدنى".
على ماذا سترتكز مفاوضات فيينا؟ وما هو الهدف الفعلي منها؟
يقول السيد: "باعتقادي أن المفاوضات في فيينا ستركز هذه المرة على نقاط التفاهم التي تم التوصل إليها في الجلسة السابقة والتي على أساسها تم اتخاذ قرار من قبل الولايات المتحدة الامريكية وللأسف كان مجتزءا وليس كاملا، وهناك شرط برفع العقوبات بشكل كامل... اليوم الولايات المتحدة الأمريكية رفعت العقوبات بشكل جزئي وإذا بحثنا بالعقوبات من ناحية ما، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع بالنسبة للجمهوية الإسلامية لأن واشنطن فرضت حصاراً وحظراً جائراً على إيران على كافة الصعد والمستويات واليوم إيران شرطها الأساسي للتفاهم وللعودة إلى الاتفاق هو رفع الحظر الكامل عن الشعب الإيراني ونقطة على السطر، وهذا الأمر بالنسبة إلى إيران البحث فيه غير وارد واليوم إيران تعود إلى جلسات المفاوضات في فيينا من أجل أن تبحث في تطبيق التفاهم الذي وقع بين الاتحاد الأوروبي بين أطراف الاتفاق في فيينا وبين الجمهورية الإسلامية في إيران إن صح التعبير".
ويضيف: "ممكن أن تتعهد إيران بتخفيض نسب تخصيب اليورانيوم وأيضاً بالنسبة للطرود المركزية التي نصبتها وهي المتطورة والمتقدمة يمكن أن يجدوا لها حل، كذلك الأمر موضوع الماء الثقيل لأن ما فعلته إيران هو من أجل الضغط على هؤلاء للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وإيران لا تبغى أن ترفع نسبة التخصيب ولا تريد أن تصل (كما يزعمون) إلى صناعة قنبلة نووية ولو أرادت إيران أن تفعل ذلك لفعلت ولا تخف من أحد ولن تخف من أحد، هناك فتوى من قبل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خميني بعدم امتلاك إيران القنبلة النووية وهذا الأمر يدفع بالاتجاه الصحيح ليثبت بأن نوايا إيران صادقة تجاه الملف النووي السلمي ولا ترفض أيضاً دخول أطراف أخرى على هذا الاتفاق كما كانت تدعو الولايات المتحدة الأمريكية بإدخال أطراف مثل السعودية والاحتلال الإسرائيلي لاتساع بقعة الدول المشاركة في الاتفاق وهذا أيضاً كان رد إيجابي من قبل إيران".
مفكر قطري لـ"سبوتنيك": التعاون الاستراتيجي يميز العلاقات القطرية التركية المتينة
وينوه السيد إلى أن "إيران ترفض توسيع البحث في موضوع الملف النووي الإيراني بمعنى إقحام بنود أخرى كالمنظومة الصاروخية وكذلك الأمر الأزمات الموجودة في المنطقة كي لا تفتح هذه الدول بازارا مع إيران، وهذا مرفوض، أي أن إيران لا تريد سوى البحث في موضوع النووي كنووي سلمي ونقطة على لسطر".
هل تتوقعون نتائج مباشرة؟ أم أن "الخطوط الحمراء" ستلعب دورها من قبل بعض الأطراف في عدم الوصول إلى اتفاق؟
يقول السيد: "باعتقادي ووفقا للقراءة الخاصة والمشهدية للأمر والأحداث التي تجري اليوم في فيينا أنا أقول وأتوقع بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعود إلى الاتفاق النووي الإيراني من نقطة ضعف وليس من نقطة قوة لأن اليوم يوجد مطرقة تدق على رأس واشنطن من قبل الشعار الذي رفع محور المقاومة والممانعة بإخراج الأمريكي من المنطقة، وضرب مصالحها إن لم تخرج بطريقة سلسة وهادئة بسبب ارتكاب حماقة لا تغتفر وهي اغتيال الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ولذلك أتوقع أن أمريكا ستعود إلى الاتفاق النووي وسيكون هناك تفاهم وتوافق على وضع بنود لضمان عدم خروج من الدول الأعضاء بهذا الاتفاق مرة أخرى ومعالجة هذا الوضع ليضمن استمراية هذا الاتفاق وعدم خلخلته وزعزعته من قبل أي طرف".
ويضيف: "لذلك إيران ودول روسيا والصين وحتى الاتحاد الأوروبي حريصون شديد الحرص على التمسك بالاتفاق الإيراني لما يصب لصالح جميع الدول وأقول لكم بأن أمريكا رضخت لشروط إيران وما سنشهده هو غيض من فيض من تراجع للولايات المتحدة الأمريكي إن كان من شروطها المفروضة على إيران، أو من خلال سياسة الضغط عليها، وايضا ايران ستشهد عصرا جديدا من الانتصارات بسبب الصبر الذي صبرته على كل الضغوط السابقة".
أجرى الحوار: زين العابدين شيبان
مناقشة