المكتبة الوطنية اللبنانية تستعيد نبضها

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، إعادة افتتاح المكتبة الوطنية اللبنانية بعد الأضرار التي لحقت بها جراء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
Sputnik
وافتتح المكتبة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى وبحضور وزراء الدفاع موريس سليم، والطاقة وليد فياض، والصحة العامة فراس الأبيض، والاقتصاد أمين سلام، والسياحة وليد نصار، والعمل مصطفى بيرم، والتنمية الادارية نجلا رياشي عساكر، وشخصيات دبلوماسية وسياسية وثقافية وجامعية وتربوية.
لبنان يسلم العراق قطعا أثرية مهربة
وقال وزير الثقافة محمد وسام المرتضى لـ"سبوتنيك": "كل شخص يحب ويريد أن يزور المكتبة مرحب به، المكتبة والعاملين فيها ووزارة الثقافة بخدمته، ولكن لكي تعمل المكتبة بكل طاقاتها و لتأدية دورها بشكل كامل، يوجد مستلزمات ومنها الطاقة الكهربائية لغير القادرين على توفيرها بشكل متواصل وبالتالي ستعمل على قدر ما تسمح به الطاقة الكهربائية".
بدوره أوضح المدير العام للمكتبة الوطنية حسان أدونيس أن "المكتبة الوطنية هي قيمة بحد ذاتها لكونها مكتبة دورها هو حفظ التراث الفكري، ولأن كل النتاج الفكري اللبناني حفظ في المكتبة، وهنا تقع أهميتها وخاصة أنها تقع في بناء تاريخي أنشئ كمدرسة ومن ثم كلية حقوق واليوم مكتبة وطنية".
وعن مدى استيعاب المكتبة قال حسان إنها "تستوعب 3 ملايين كتاب ملموس دون الكتب الإلكترونية، بالإضافة الى 300 شخص".
وعن التحديات التي واجهتهم قال حسان: " لبنان كلّه تحديات، واليوم صباحا قرأت عن توجه المستشفيات للإقفال لأنه الحل الوحيد فكيف سيكون الحال على صعيد مؤسسة ثقافية لا تملك الكهرباء، ولكننا سنجد الحلول والطاقة البديلة، أمامنا شهران لمواجهة التحديات والعمل بشكل طبيعي لنؤدي واجبنا على أكمل وجه تجاه الناس".

تاريخ المكتبة الوطنية اللبنانية

أسّس الفيكونت فيليب دي طرّازي (1956-1865)، وهو من هواة جمع الكتب النادرة ومؤرّخ الصحافة العربيّة، دار الكتب في منزله وشكّلت مجموعته الخاصة، الّتي تحتوي على حوالي عشرين ألف وثيقة مطبوعة وثلاثة آلاف مخطوطة بلغات عديدة، نواة المكتبة لاحقا.
انتقلت المكتبة إلى بناية المدرسة البروسيوية المعروفة بمدرسة "الدياكونيس" في وسط بيروت، بعدما ضاقت دار دي طرّازي بالمقتنيات، وأطلق عليها اسم "دار الكتب الكبرى".
استمر بالمحاولة جاهدًا مفاوضة السلطات لتعترف بها وتضمّها إلى سائر دوائرها الرسميّة، حتّى تمّ له ذلك في 8 كانون الأول 1921 فأصبحت مؤسّسةً رسميّةً وباتت منوطة بمديريّة المعارف العامّة.
راديو
أمل أبو زيد: زيارة هوكشتاين حملت عرضا جديدا ولبنان مستعد لدرسه والبناء عليه
وفي عام 1924، صدر قانون الإيداع القانوني الذي يفرض على الناشرين أن يودعوا نسختين من مطبوعاتهم بالمكتبة الوطنية، وبذلك نمت مجموعاتها من 20 ألف هي نواة مكتبة المؤسس فيليب دي طرازي إلى 200 ألف عام 1975، وفي عام 1935 أصبحت تابعة إلى وزارة التربية.
تضررت جراء الحرب الأهلية اللبنانية التي نشبت منذ عام 1975، فتعرضت محتوياتها للضياع والنهب، وأغلقت تماما عام 1979 خاصة وأنها كانت على ما كان يسمى خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة.
نقلت ما بين عام 1982 و1983 إلى مبنى داخل حرم الأونيسكو في الشطر الغربي من العاصمة وظلت هناك إلى عام 1997، ولم يبق من رصيدها في الأثناء إلا حوالي 150 ألف وثيقة و3000 مخطوطة.
في عام 2007 أطلقت الدولة اللبنانية مشروع إعادة النهوض بالمكتبة الوطنية كتتمة لمشروع التأهيل، وأخذت على عاتقها مَهمّة تمويله.
وتتمحور مهامّ المشروع حول: فهرسة مجموعات المكتبة الوطنيّة وتصنيفها، وترميم الوثائق القديمة، وإجراء الأبحاث البيبليوغرافية لتنمية المجموعة الحاليّة وإنشاء موقع المشروع على شبكة الإنترنت.
مناقشة