وزير النفط الليبي لـ "سبوتنيك": التعاون مع روسيا كبير ونواجه تحديات بسبب العقوبات

قال وزير النفط الليبي محمد عون، إن ليبيا لديها مجالات تعاون كبيرة مع روسيا في العديد من المجالات ومنها المجال النفطي، خاصة أن روسيا تمثل أحد أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم.
Sputnik
جاء ذلك خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، تطرق فيها لوضع القطاع النفطي في ليبيا وأبرز التحديات التي تواجهه وآخر التطورات بالنسبة للشركات العاملة في هذا القطاع والاستكشافات الجديدة وتأثير العقوبات الدولية عليها.

إلى نص المقابلة:

أفادت أنباء أن روسيا وليبيا تستعدان لاستئناف عمل اللجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي… هل يمكن عقد اجتماعها الأول هذا العام… أين ومتى سيحدث ذلك؟

بالنسبة للجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي بين دولة ليبيا وروسيا الاتحادية، فقد تشكلت هذه اللجنة العام الماضي وتم التواصل مع نظرائنا في روسيا، وهناك تخطيط بأن يحصل الاجتماع في شهر أبريل/ نيسان المقبل.

حول عملية إنتاج النفط والغاز… ما هي مجالات التعاون الاقتصادي الواعدة لروسيا وليبيا؟

روسيا إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم ولديها مجالات تعاون كبيرة مع دولة ليبيا، وخلال الفترة السابقة تم استيراد مضخات غاطسة وقامت بعض الشركات النفطية الليبية باستخدام هذه المضخات الغاطسة بالإضافة إلى مجالات اقتصادية كبيرة يمكن تعاون فيها، كبناء خط السكة الحديدية وكذلك استيراد الحبوب من روسيا وغيرها.
وزير التجارة السوري لـ"سبوتنيك": نواجه تحديات كبيرة بسبب العقوبات والاحتلالين الأمريكي والتركي

لطالما أبدت الشركات الروسية اهتماما بإنتاج الهيدروكربونات في ليبيا، لكن الوضع غير مستقر في البلاد ومع ذلك، أعلنت شركة "تاتنفت" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن العودة إلى أعمال الاستكشاف في ليبيا، وأعلنت شركة "غازبروم نفت" أنها مستعدة للعمل في ليبيا إذا كانت هناك مقترحات… هل ليبيا على اتصال حاليا بشركات النفط والغاز الروسية… مع من وما هي المشاريع التي تتم مناقشتها؟

بالنسبة للشركات الأساسية كانت شركة "تاتنفت"، التي رجعت إلى محاولة استكمال عمليات حفر وتطوير الحقول الاستكشافية التي تم منحها لها في الجولات الاستكشاف السابقة أخذت 3 حقول وأعتقد أنها اكتشفت نفط وهي في طور تطوير واستكمال عمليات الحفر في هذه الحقول، وبالنسبة لشركة غازبروم كان لديها حقلين، حقل بري وآخر في البحر، وللأسف حقل البحر يبدو أن لديهم مشكلة في موضوع التقنيات باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت حظرا على معدات الحفر التي هي أعمق من 100 متر وبالتالي، فإن شركة "غازبروم نفت" تواجه صعوبة في استكمال عملية الاستكشاف والحفر وتطوير هذه الحقول.

ما هي المشاريع التي تشارك فيها "تاتنفت" الآن ومتى يتم التخطيط لاستكمال الاستكشافات وبدء الإنتاج التجاري؟

هي مستمرة الآن وليس لدي توقيت محدد متى ستكمل العمليات لكن ربما تأخذ بعض الوقت.

- هل تعتبر ليبيا قرار "أوبك +" الحالية، التي تنطوي على زيادة شهرية في الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل في اليوم، صحيحة؟

العبار لـ"سبوتنيك": نعمل على تذليل عقبات تعيق إنتاج النفط الليبي
نعم، تم تخفيض هذه الكميات وبالتالي أسعار النفط زادت، فهذه الاستراتيجية كانت محاولة لزيادة الإنتاج بالتدريج إلى ما تم تخفيضه بالسابق، وأعتقد أنها سياسة صحيحة بالرغم أن دولة ليبيا استثناء بسبب الظروف الحالية السائدة بها.

ما هي خطط ليبيا لإنتاج النفط في 2022/ 2023؟

كان المستهدف في الخطة أن نرفع الإنتاج إلى حوالي مليون و400 أو مليون و500 ألف برميل يوميا وهذا هو المخطط ونأمل أن نستطيع الوفاء به.

الأمريكيون يضغطون على الجميع لزيادة الإمدادات إلى أوروبا… هل اتصلت واشنطن بليبيا بشأن هذا، هل ستزيد ليبيا الإمدادات إلى أوروبا عبر "غرين ستريم"... متى وبأي حجم وهل توجد مثل هذه القدرة أو سيتم اكتشاف حقول جديدة لهذا الغرض؟

كميات الغاز التي كان يتم تصديرها عن طريق خط شركة "غرين ستريم" إلى إيطاليا ومنها إلى الشبكة الأوروبية تخصص حاليا لاستهلاك المحطات الكهرباء وغيرها في دولة ليبيا، وبالتالي لا أعتقد في المستقبل القريب، أنه سيكون لدينا قدرة على زيادة أي كميات من الغاز للتصدير حتى وأن تم الضغط على الحقول المنتجة وغيرها، فلا أعتقد أنها ستكون بالكميات المؤثرة التي تستطيع حل الأزمة في الاتحاد الأوروبي.
وزير النفط الليبي لـ"سبوتنيك": نخطط لعقد اجتماع اللجنة الليبية الروسية في أبريل المقبل
وبالنسبة للاكتشافات الجديدة، ليبيا بها عدة اكتشافات نفطية وغازية، ونحتاج إلى تطوير الاستكشافات الغازية بأقصى سرعة، وعليه تم الطلب من المؤسسة الوطنية للنفط الليبية بالإسراع بدخول في جولات استكشافية وجولات لتطوير الحقول الاستكشافية سوء النفطية أو الغازية.

حول المفاوضات التي أعلنت عنها واشنطن مع ليبيا وقطر ومصر لإيصال الغاز لأوروبا على ماذا كان التفاوض، وهل ليبيا لديها إمكانيات وبنية تحتية تمكنها من إيصال الغاز لأوروبا؟

ليبيا ليس لديها قدرة في زيادة أي كميات معتبرة للتصدير لأوروبا، ولا علم لي بأن الولايات المتحدة اتصلت بليبيا، ربما اتصلت برئاسة الحكومة لكن بالنسبة لوزارة النفط لم يرد لنا أي طلب أو كتاب في هذا الموضوع.
تشيزوف: "غازبروم" الروسية ليست ملزمة بزيادة إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي

ما تأثيرات تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية واضطراب الوضع السياسي بليبيا على إنتاج قطاع النفط، وهل سيتم العمل على احتواء هذه التأثيرات أو ستتضاعف مع استمرار حالة الاضطراب السياسي؟

نأمل أن لا يتأزم الوضع، خاصة أنه يشهد استقرارا نسبيا منذ 2020، وكنا نأمل أن تتم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها لكن للأسف ربما لظروف داخلية وخارجية لم يتم الوفاء بهذا الاستحقاق بالوقت والتاريخ المقرر، ونأمل أن تتم في حينها ونسأل الله أن لا تكون هناك أي اضطرابات سياسية.

بعد أكثر من سبع سنوات من الغياب، أعلنت شركة "سوناطراك" الجزائرية نهاية العام الماضي استعدادها للعودة إلى ليبيا لاستئناف نشاطها… إلى أين وصلت ترتيبات العودة وما هي المشاريع التي تحمل طابع الأولوية؟

شركة "سوناطراك" كان لديها حقول استكشافية في الغرب الليبي واعتقد أنها أجرت عمليات حفر فيها وأثناء زيارة الحكومة الليبية للجزائر تطرقنا مع وزير الطاقة الجزائري لهذا الموضوع وطلبنا منه الإسراع في عودة الشركة للعمل في ليبيا.

شهدت بعض مناطق خاصة بمواقع الحقول والموانئ عدة اقفالات واضطرابات مستمرة خلال المدة الماضية، ما مدى تأثير هذه الاغلاقات على عملية الإنتاج، وهل هناك خطط تم وضعها لحماية المنشآت النفطية في ليبيا لعدم تكرار تلك الخروقات؟

مؤسسة النفط الليبية: أفراد من حرس المنشآت النفطية أوقفوا الإنتاج في بعض الحقول
الإغلاقات بالتأكيد ليس في مصلحة دولة ليبيا، ولكن ما يجب أن يتم هو حل المشاكل المصاحبة، التي أدت إلى هذه الاغلاقات وحلها مرة واحدة لكي لا تتكرر، وبالنسبة لخطط حماية المنشآت النفطية، فإن بها حرس المنشآت النفطية الذين يتبع الجيش الوطني الليبي عسكريا ويتبع المؤسسة الوطنية للنفط إداريا وماليا وهو القائم بحراسة المنشآت النفطية غربا وشرقا وجنوبا.

أجرى الحوار في بنغازي: نادر الشريف

إنفوجراف.. خريطة آبار النفط في ليبيا
مناقشة