كان من المقرر أن يعقد الحوار في الداخل منتصف فبراير/ شباط الجاري، إلا أن عدم مشاركة العديد من القوى والأحزاب دفع المجلس العسكري الانتقالي لتأجيل الحوار إلى العاشر من مايو المقبل، لمنح بعض الوقت للقوى المشاركة والفصائل بمراجعة مواقفها من المشاركة في الحوار.
الخبراء أوضحوا أن الفترة المتبقية كفيلة بانضمام العديد من الأحزاب والقوى الفاعلة في المشهد، خاصة أن المشاورات التي تجرى بشكل ثنائي بين المجلس الانتقالي والتكتلات السياسية يمكن أن تكلل بالنجاح.
رؤية رسمية
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التشادي، شريف محمد زين، إن تأجيل الحوار الوطني الشامل يمكنه معه السماح لقطر، بعد أن عرضت استضافة الحوار التمهيدي للحركات السياسية العسكرية، بإعداد مشاركتها بشكل أفضل، حيث جرى تأجيل لقاءات قطر إلى نهاية فبراير/ شباط الجاري أيضا.
وأوضح رئيس الدبلوماسية التشادية خلال لقاء بممثلي البعثات الدبلوماسية في أديس أبابا الاثنين 31 يناير/ كانون الثاني 2022، أن "الهدف الوحيد لهذا التأجيل هو نجاح الحوار التمهيدي والمشاركة المنسقة لجميع الأطراف المعنية في الحوار الوطني الشامل".
أسباب الإرجاء
في الإطار قال الأكاديمي إسماعيل طاهر المتخصص في الشأن الإفريقي، إن الحوار أجل إلى 10 مايو المقبل، بسبب عدم مشاركة بعض القوى في الحوار.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بعض الشخصيات اقترحت تأجيل الحوار من أجل مشاركة القوى الكبيرة فيه، خاصة أن العديد من القوى لم تؤكد مشاركتها في الحوار المقرر مسبقا منتصف فبراير/شباط الجاري.
وأوضح أن المجلس العسكري الانتقالي أجبر على تأجيل الحوار، من أجل مشاركة أكبر عدد من القوى والسياسيين، وأن تكتل "حان الوقت" ذهبوا إلى القصر الرئاسي، وقدموا شروطهم وأبدوا رغبتهم في المشاركة في الحوار، وهو ما يمثل أهمية كبيرة كون هذه المجموعة من أكبر القوى المعارضة.
تأجيل لقاءات قطر
وأشار إلى أن حوار الفصائل المسلحة المقرر في قطر أجل أيضا لعدم التوافق على بعض الأسس حتى الآن، وأنه من الصعب أن تجلس هذه الفصائل مع المجلس العسكري في الوقت الراهن.
ويرى أن الفترة حتى مايو المقبل كفيلة بمشاركة الحركات والأحزاب السياسية التي لم تعلن مشاركتها حتى الآن.
تباين الآراء
من ناحيته قال الدكتور ناصر الناي عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الملك فيصل في تشاد، إن تأجيل الحوار أدى إلى وجود آراء متباينة بين مؤيد ورافض لهذا التأجيل.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المؤيد للتأجيل يرى أنها فرصة جيدة لقوى المعارضة التي لم تحسم رأيها بعد من المشاركة، وخاصة أن فترة إقامة المؤتمر الحواري السابقة كانت قليلة ولم تعط فترة زمنية للمعارضة الخارجية للتفكر وحساب الأرباح والخسائر.
فرصة للمشاركة
ويرى أن الفترة المقبلة يمكن أن تعلن العديد من قوى المعارضة رغبتها في المشاركة بالحوار.
كما يشير إلى أن الرافضين لتمديد زمن الحوار، يرون أنه لا داعي لتأجيل موعد الحوار خاصة أن جميع القوى وجهت لها الدعوات ورفض بعضها، خاصة أن أسباب الرفض ليست في الفترة الزمنية.
تباين المواقف
وأوضح أن القوى التي رفضت المشاركة عللت ذلك بعدم الاستجابة لمطالبها، ما يعني أن تأجيل الموعد لن يحل الإشكالية، وعلى رأس قوى هذه المعارضة جبهة الوفاق من أجل التغيير، بقيادة محمد مهدي علي.
وبحسب الأكاديمي فإن جبهة "الوفاق من أجل التغيير" تعتقد في نفسها أنها جبهة المعارضة الأقوى، وأن لها الحق في حكم البلاد، خاصة أنها التي تسببت في وفاة الرئيس السابق الراحل إدريس ديبي اتنو.
في الإطار ذاته قال، أبو بكر عبد السلام المحلل السياسي التشادي، إن تأجيل الحوار جاء إثر الكثير من الملفات العالقة، إضافة إلى مطالب المعارضة التي وضعتها أمام المجلس العسكري الانتقالي.
ترقب للموعد الجديد
وأشار إلى أن مباحثات الدوحة تعطلت، فيما يرتقب أن يضم الحوار الحوار الوطني الشامل جميع الأطياف السياسية والمجموعات المسلحة أيضا.
وأوضح أن هناك بعض العقبات أمام لجنة الحوار تتمثل في لملمة الشتات، ومقاطعة بعض الكيانات السياسية التي اعتبرت الحوار أحادي الجانب، وليس عادلا بما يمكن أن يحققه من نجاحات وتجاوز هذه المرحلة بكل ما تملك.
ووعد رئيس المجلس العسكري حين تولى السلطة بإجراء انتخابات "حرة وشفافة" خلال فترة أقصاها 18 شهرا، قابلة للتجديد لمرة واحدة.
كان الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي حكم تشاد لثلاثين عاما قتل على الجبهة على يد المتمردين في 19 نيسان/أبريل 2021.