ووفقا لموقع "ناتور" العلمي، فإن هذه الأشعة، التي تم رصدها تعد الأكثر نشاطًا بين الأشعة القادمة من أي كوكب في النظام الشمسي باستثناء الأرض.
ويمكن أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء على أقوى الشفق القطبي في النظام الشمسي، ويحل لغزًا قديمًا: لماذا لم تكتشف المركبة الفضائية المشتركة بين "ESA"و" NASA Ulysses" أي أشعة سينية للكوكب خلال ما يقرب من ثلاثة عقود من التشغيل بين عامي 1990 و 2009.
واعتقد العلماء أنه يجب أن يكون هناك أيضا أشعة سينية عالية الطاقة، أو أشعة سينية "شديدة" ، بما يتجاوز ما يمكن لتلك الأجهزة اكتشافه. لذلك استخدموا "نوستار" للبحث عنها.
قال عالم الفيزياء الفلكية كايا موري من جامعة كولومبيا: "من الصعب جدًا على الكواكب أن تولد أشعة سينية في النطاق الذي تكتشفه نوستار".
وأضاف: "لكن كوكب المشتري لديه مجال مغناطيسي هائل، وهو يدور بسرعة كبيرة. هاتان الخاصيتان تعنيان أن الغلاف المغناطيسي للكوكب يعمل كمسرع جسيمات عملاق، وهذا ما يجعل هذه الانبعاثات عالية الطاقة ممكنة".
من جانبه، قال عالم الفلك ويليام دن من جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة: "اكتشاف هذه الانبعاثات لا يغلق القضية، إنه يفتح فصلاً جديدًا"، مشيرا إلى أنه "لا يزال لدينا الكثير من الأسئلة حول هذه الانبعاثات ومصادرها. نحن نعلم أن الحقول المغناطيسية الدوارة يمكنها تسريع الجسيمات، لكننا لا نفهم تمامًا كيف تصل إلى مثل هذه السرعات العالية في كوكب المشتري. ما هي العمليات الأساسية التي تنتج بشكل طبيعي مثل هذه الجسيمات النشطة؟"
الشفق القطبي لكوكب المشتري يشبه الشفق القطبي على الأرض ويختلف عنهما، حيث يتولد عن جسيمات تهب من الشمس. تتصادم مع المجال المغناطيسي للأرض، الذي يرسل جسيمات مشحونة مثل البروتونات والإلكترونات التي تتأرجح على طول خطوط المجال المغناطيسي نحو القطبين، حيث تمطر على الغلاف الجوي العلوي للأرض وتصطدم بجزيئات الغلاف الجوي. يولد التأين الناتج لهذه الجزيئات أضواء الرقص المذهلة.
تشكل الشفق القطبي لكوكب المشتري ظاهرة رائعة للغاية. في كلا قطبيه، يحيط الكوكب بشفق قطبي دائم - غير مرئي لأعيننا، ولكنه يتوهج ببراعة في الأطوال الموجية فوق البنفسجية. وقد لوحظت هذه المناطق أيضًا تنبعث منها أشعة سينية منخفضة الطاقة أو "ناعمة" بواسطة مراصد الأشعة السينية Chandra و XMM-Newton.
الأشعة السينية القادمة من المشتري جزء من اندفاعات هائلة من الضوء المرئي وغير المرئي يطلقها الكوكب، تنشأ نتيجة اصطدام جسيمات مشحونة تسمى "أيونات" بغلافه الجوي.