فمن يقف وراء اختطاف موظفي الأمم المتحدة في الجنوب اليمني الذي تتقاسمه الشرعية والانتقالي؟
بداية يرى المحلل السياسي الجنوبي، باسم الشعيبي، أن أيادي العبث مستمرة في استهداف أمن واستقرار محافظات الجنوب المحررة بطرق مختلفة، و اختطاف 5 من موظفي الأمم المتحدة في محافظة أبين يأتي في هذا الإطار.
علامات استفهام
ويضيف في حديثه لـ سبوتنيك، عملية الاختطاف تمت في مناطق سيطرة قوات الشرعية اليمنية وجماعة إخوان اليمن وعلى مقربة من حواجز تفتيش تتبع هذه القوات، والتي لم تحرك ساكنا حتى الآن للإفراج عن المختطفين.
وتابع الشعيبي، باعتقادي أن هناك مصلحة لجماعتي الإخوان والحوثي في إظهار الجنوب كبيئة غير صالحة لعمل المنظمات الإنسانية و وكالات العون والإغاثة الدولية.
وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة، نقلت بعض المنظمات الدولية مقراتها من صنعاء إلى عدن وهذا أمر بالتأكيد لن يروق لجماعتي الحوثي والإصلاح وبالتالي حركت خلاياها لعرقلة هذه الخطوة.
مخطط واضح
وأكد المحلل السياسي ، أن المخطط واضح ويهدف إلى إجبار المنظمات الدولية على مغادرة الجنوب لتعود للعمل من صنعاء، والأهم والأخطر هو تبعات هذه الخطوة بوقف المساهمات الإنسانية التي تقدمها هذه المنظمات للتخفيف من معاناة المواطنين في الجنوب.
اختلالات أمنية
من جانبه يقول رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، الدكتور عبد الستار الشميري، إن تلك السلوكيات الإجرامية لا زالت تمارس شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وبكل أسف هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اختطاف موظفين تابعين لجهات دولية، بل تكرر المشهد منذ عامين.
ويضيف في حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي هذا الأمر في وجود الاختلالات الأمنية الموجودة، علاوة على وجود عصابات قبلية ودينية منفلته تماما، ولا تزال المنطقة التي حدثت بها عملية الاختطاف تسيطر عليها عصابات قبلية وتجاذبات سياسية وميدانية.
مؤشر خطير
بدوره يرى رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، أنه لا يمكن الجزم بأن هذه الحادثة عمل فردي عرضي أم عمل ممنهج يحمل أهداف معينة، خصوصا أنها الحادثة الأولى في هذه المنطقة الواقعة بين محافظتي أبين وعدن، وهما منطقتان تقعان في إطار سيطرة المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من دولة الإمارات.
ويؤكد في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن هذه الحادثة تعد مؤشرا خطيرا ينبئ بتحول في مسار الأحداث ويبشر بوسائل جديدة في زراعة استنساخ ثقافة الفوضى في هذه المناطق، كما أن هذه الحادثة تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن عدن وماجاورها، باتت تواجه خطرا محدقا في ظل سيطرة الجماعات المسلحة المدعومة إماراتيا والتي أظهرت فشلا ذريعا في إدارة أمور هذه المناطق.
رسالة للعالم
وقال السعدي، لعل ماحدث يمثل رسالة للمجتمع الدولي الذي طالت فترة صمته السلبي تجاه مايحدث في اليمن عامة والجنوب بشكل خاص، كما أن هذه الحادثة تمثل دعوة للمجتمع الدولي بوضع حد للحرب التي تقريبا خرجت عن سيطرة الجماعات المسلحة الموجهة من خارج اليمن، وباتت تشكل خطرا على أمن المنطقة بشكل عام.
قالت الأمم المتحدة، أمس السبت، إن خمسة من موظفيها اختطفوا جنوبي اليمن أثناء عودتهم إلى عدن بعد مهمة ميدانية، وأكد راسيل جيكي المتحدث باسم كبير مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن، إن عملية الاختطاف جرت يوم الجمعة في محافظة أبين، وأضاف أن "الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع السلطات من أجل الإفراج عنهم"، وفقا لرويترز.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.