برلمانيون ليبيون أكدوا مشهد الانقسام في الغرب الليبي، خاصة على الصعيد العسكري والذي يمكن أن يشكل حجر العثرة أمام الانتقال السلمي للسلطة بعد نيل الحكومة الجديدة ثقة البرلمان.
انقسام عسكري
وأمس الأحد أصدرت الكتائب والتشكيلات المسلحة في مدينة مصراتة الليبية بيانا، باسم القوى العسكرية والأمنية والسرايا المساندة للجيش الليبي أيدت فيه قرار تولي فتحي باشاغا رئاسة الحكومة.
وأشار البيان الذي حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه إلى أن "عدد 118 تشكيلا مسلحا بمدينة مصراته يرحبون بالاتفاق الليبي-الليبي التاريخي الذي تم بين مجلس النواب والمجلس الأعلىَ للدولة، وما نتجَ عنهُ منْ تَعديل دستوري وتسمية رئيس للوزراء يتولى شؤون البلاد إلى حين الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات".
وأكدوا أن "ثوارِ مصراته لم ولنْ يكونوا حجرَ عثرة ًفي طريق التداول السلمي للسلطة وبناء الدولة".
وتستبعد الأغلبية من الخبراء والبرلمانيين اللجوء إلى استعمال القوة العسكرية بشكل موسع، إلا أنها تظل أحد السيناريوهات المطروحة على نطاق ضيق، حسب رأيهم.
على الجانب الآخر، يسود الغموض موقف القوات الأمنية في العاصمة طرابلس على مستوى وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية والقوات المساندة، وهو ما يفسره الخبراء بأنها مواقف مرحلية ترتبط بالموقف الدولي، رغم تأكيدهم وجود بعض الولاءات المؤيدة لبقاء الدبيبة.
وفي آخر تصريحات له، أكد فتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلف أنه يجري مشاورات لتشكيل الحكومة، في حين أكد الدبيبية أنه يعمل من أجل إجراء الانتخابات في يونيو/حزيران المقبل.
انقسام جغرافي
من ناحيته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ناجي مختار، إن الانقسام الجغرافي الآن بين تأييد باشاغا والدبيبة أصبح واضحا في الشارع الليبي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الشارع في الشرق والجنوب يرغب في رحيل حكومة الدبيبة، فيما ينقسم الشارع في الغرب الليبي.
ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة أن الدبيبة يبحث عن تحالفات محلية ودولية، دون سند سياسي أو قانوني، في حين أن رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، كسب المشهد السياسي المحلي، وأجرى العديد من الاتصالات الدولية.
عامل الوقت
وأشار مختار إلى أن الوقت ليس في صالح باشاغا، في حين يعتمد الدبيبة على الأجهزة الإعلامية في ليبيا والتي يغيب عنها باشاغا، بحسب مختار.
في هذا الإطار، قال محمد السلاك المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي، إن مدينة مصراته تنقسم فيها القوى العسكرية بين تأييد الدبيبة وباشاغا، وأن الأمر ذاته في العاصمة طرابلس، إلا أن القوى العسكرية تميل لصالح باشاغا بعد أن تحظى حكومته بثقة البرلمان.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه ورغم استبعاد الخيار العسكري إلا أن المواقف الحالية يمكن أن تتغير حال تأييد المجتمع الدولي الحكومة التي يشكلها باشاغا في الوقت الراهن بعد نيلها الثقة من البرلمان.
وأوضح أن الدبيبة نجح في ضمان ولاءات من بعض الأجسام العسكرية عبر طرق مختلفة، إلا أن هذه المواقف قد تتغير ارتباطا بموقف البعثة الأممية الذي تغير في الوقت الراهن وتتعامل مع باشاغا باعتباره رئيس الحكومة المكلف بعد أن كانت تدعو لعدم تشكيل حكومة جديدة.
خيار واحد
من جهته قال عضو البرلمان الليبي طلال الميهوب، إن الدبيبة ليس أمامه أية خيارات سوى تسليم السلطة، وأنه حال رفضه الإجراء يتم التعامل معه كالانفصاليين في أي دولة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن باشاغا يقوم حاليا بمشاورات لتشكيل الحكومة لعرضها على البرلمان من أجل نيل الثقة.
وفي وقت سابق، قال الفريق فرج الصوصاع عضو اللجنة العسكرية "5+5"، إن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة لم تقم بأي خطوات من أجل توحيد المؤسسة العسكرية.
وأضاف الصوصاع في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن اللجنة العسكرية لا دخل لها بالأزمة السياسية الحالية بين حكومة الوحدة الوطنية ورئيس الحكومة المكلف.
وتابع أن اللجنة تعمل وفق المهام المحددة طبقا لمخرجات مؤتمر برلين، وهي خروج المرتزقة وسحب سلاح المليشيات، وأن اللجنة لا تتدخل في المشهد السياسي.