في الذكرى الـ17 لاغتيال والده... الحريري خارج المشهد السياسي

تحل الذكرى السابعة عشرة لاغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وسط ظروف استثنائية من دون أن تتخللها كلمة لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي كان قد أعلن تعليق عمله السياسي في لبنان.
Sputnik
ويحضر سعد الحريري المناسبة من خلال زيارة ضريح والده وسط بيروت بعد أن كان قد وصل إلى لبنان صباح أمس الأحد.
واقتصرت زيارته على عقد اجتماع مع نواب "تيار المستقبل" في بيت الوسط، جدد خلاله موقفه الثابت، عدم ترشح أي شخص للانتخابات النيابية المقبلة باسم "تيار المستقبل".
بهذا السياق، قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة "تيار المستقبل" محمد الحجار لوكالة "سبوتنيك" إن "الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري تترافق مع قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله وعمل "تيار المستقبل" في السياسة لفترة زمنية لم يحددها، وفي هذا الموقف قال الحريري إنه حاول أن يفعل كل ما بوسعه لاستمرار وإعادة تفعيل مشروع الرئيس رفيق الحريري في لبنان، دولة حرة مستقلة عربية، وفي إعادة إعمار لبنان، وتفعيل اقتصاده بشكل يتماشى مع الاقتصادات العالمية".
وأضاف أنه "بإحياء الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الحريري نستذكره بكل مشاريعه وكل ما قام به من أجل إعادة إعمار لبنان وإرجاعه إلى الخريطة العالمية".
وأوضح الحجار أنه "وضعت عراقيل كثيرة في وجه الشهيد رفيق الحريري وهذه العراقيل استمرت بكل أشكالها وسلبياتها مع الرئيس سعد الحريري، عندما كان دائماً وسط دعوات المشاريع والإصلاح ودعواته لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية حتى وصل الوضع إلى الانهيار الكامل الذي نعيشه اليوم". مشيراً إلى أن "الرئيس سعد الحريري حمل المسؤولية لكل من رفض مشروع الشهيد رفيق الحريري ولبنان اليوم يدفع هذا الثمن".
صحيفة تكشف علاقة الحريري بالسعودية ومصيره السياسي خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل في لبنان
ولفت إلى أن "الحريري أعلن في موقف واضح إنه يعلق عمله السياسي في موقف اعتراضي واحتجاجي على مواقف القوى السياسية الأخرى الرافضة لكل محاولات الإصلاح التي كان يقوم بها، اليوم البلد يعيش في حالة انهيار ونحن في قعر جهنم الذي بشرنا بها رئيس الجمهورية ميشال عون، كل من رفض الإصلاح وكل محاولات الرئيس سعد الحريري لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية يتحمل اليوم مسؤولية هذا الانسحاب أو الاعتكاف أو التعليق لعمله السياسي".
بدوره، اعتبر نائب رئيس "تيار المستقبل" مصطفى علوش أن "قرار الرئيس سعد الحريري أخذ بالتأكيد والمعطيات التي تسببت بهذا القرار لم تتغير، وبالوقت نفسه نعيش تداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي هي بالنهاية وصلت الآن إلى مرحلة انهيار البلد بأجمعه".
فيما أكد أن "تيار المستقبل" موجود ولن يذهب إلى أي مكان وهو يحمل رسالة رفيق الحريري ولكن بالنهاية، الموقف الآن هو بتسجيل نوع من الصدمة حتى تعي الناس التكاذب والاختباء وراء مساعي الوحدة الوطنية التي أدت إلى المزيد من التدهور في البلد.
وشدد علوش على أنه لا يمكن الاستمرار بتغطية الوضع الشاذ وبسيطرة السلاح على الدولة والفساد والطائفية من خلال الاستمرار بالإنتخابات التي هي عملياً عملية كاذبة لأنها لا تؤدي إلى أي تغيير.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء السابق ورئيس "تيار المستقبل" سعد الدين الحريري تعليق عمله بالشأن السياسي في لبنان، كما قرر عدم الترشح للإنتخابات النيابية المقبلة وعدم تقديم أي ترشيح باسم "تيار المستقبل".
مناقشة