في عيد الحب... ملوك وأمراء تخلو عن أعلى المناصب من أجل عشاقهم

ليس هناك منصب في الحكم أعلى من الملك، مهما اختلف مسماه، سلطان كما في عُمان، إمبراطور كما في اليابان، أمير في بعض الدول كقطر والكويت، ملك كما في عدد من الدول، فهذا المنصب له الكثير من المزايا حتى وإن كان محكوما في عدد من الدول بدساتير تجعله يملك ولا يحكم.
Sputnik
في الغالب، لا يترك الملوك حكمهم إلا بوفاتهم، أو بثورات تنزعهم عن عروشهم، ونادرا ما يتركونها بمحض إرادتهم، لسبب غير الحب، هذا الإحساس الذي قضى الأدباء والشعراء أعمارهم يصفون مواجعه، والتضحية التي يقدمها العشاق من أجله، بينما في تاريخنا ملوك وأمراء تركوا الممالك من أجله، في هذا التقرير نرصد لكم أشهر هؤلاء الملوك والأمراء العاشقين الذين تركوا رفاهية القصور من أجل شقاء الحب.

الملك إدوارد الثامن

لا يعرف الكثير أن الملكة إليزابيث الثانية ما كان لها أن تجلس على عرش بريطانيا لولا تخلى عمها الملك إدوارد الثامن عن لقبه ومهامه كملك عام 1936، فالأمير إدوارد كان شابا صغيرا عندما مات والده الملك جورج الخامس، وكانت هي المرشحة الثالثة لتولي العرش، بعد عمها وأبيها، ونظريا كان عمها وأبنائه سيجلسون على العرش إلا أن تنازل إدوارد عن الحكم ووفاة والدها بعد مرضه بالسرطان، جلست هي على العرش.
وترك الملك إدوارد بعد أشهر من جلوسه على العرش من أجل الزواج من السيدة الأمريكية واليس سيمبسون، والتي كانت مطلقة مرتين ولا يزال طليقاها على قيد الحياة، وهو ما كان مخالفا للقوانين والتقاليد الملكية والمجتمعية وقتها، بل وكذلك مخالفا قوانين الكنيسة الأنجليكية التي كانت ترفض هذا الأمر وقتها، خاصة وأن الملك يعتبر الرئيس الأعلى للكنيسة.
خير الملك الشاب ما بين الاستمرار في الملك والتخلي عن حبيبته، أو التخلي عن الملك والاستمرار مع حبيبته، واختار إدوارد القرار الثاني مقابل الزواج من حبيبته، وأصبح دوقا لوندسور، وعاش مع زوجته في فرنسا حتى وفاته.

رفض عرش مصر من أجل حبيبته

في التاريخ المصري يوم الأمير كمال الدين حسين هو ابن السلطان حسين كامل، والذي رفض عرش مصر خلفا لوالده، ولم تذكر الأسباب التي دفعته إلى ذلك في حياته، إلا أنه بعد وفاته في 6 أغسطس 1932، انكشف سره بظهور سيدة فرنسية أدعت أن الأمير رفض عرش مصر من أجلها.
وبحسب موقع "الملك فاروق الأول"، الذي يوثق تاريخ أسرة محمد علي في حكم مصر، قال الدكتور أشرف صبري استشاري طب الأعماق والعلاج بالأوكسجين والباحث في تاريخ مصر في الحرب العالمية الأولي، كشف أن سر تنازل الأمير كمال الدين ولي عهد مصر عن عرش مصر كان وراءه أسباباً رومانسية ومشاعر صادقة وقصة حب حقيقية لسيدة فرنسية تدعي مدام فيال ديمنييه.
وأشار الموقع إلى أن الأمير رفض العرش وظلت الأسباب سرا لمدة 15 عاما، إلي أن دخل الأمير مستشفي (الأنجلو أمريكا) بالقاهرة، وكان في حالة صحية متدهورة مصابا بجلطة خطيرة في قدمه، وقرر الأطباء بتر إحدى قدميه لكنه طلب تأجيل العملية حتى يكتب وصيته التي أوصى فيها بقصره لزوجته (نعمة الله)، وبعد إجراء العملية وقبل أن يتماثل للشفاء أصر علي السفر إلي فرنسا رغم رفض الأطباء وسافر بالفعل، وتوفي هناك في 6 أغسطس 1932 بعد حوالي 4 شهور من إجراء العملية.

وتابع الموقع أنه بعد وفاته أرسلت سيدة فرنسية، تلغرافا إلي الملك فؤاد تخبره أنها زوجة الأمير كمال الدين حسين وأنجبت منه ابناً وتبحث عن ميراثها هي وابنها، وكان الملك فؤاد قد ورث مليون جنيه عن الأمير، حيث لم ينجب كمال الدين حسين من زوجته الأولى.

وجاء محامي فرنسي موكلا عن الزوجة الفرنسية، وطلب مقابلة السلطان فؤاد وأخبره بزواج الأمير من مدام فيال ديمنييه في 5 مايو 1924، وأنها تعتبر الوريثة الوحيدة له بعد أن أنجبت منه ابنا، إلا أن الملك فؤاد رفض الاعتراف بالزواج، فلجأ المحامي إلى المحكمة ليطالب بالميراث وقدم المحامي للمحكمة خطابات غرامية كان قد أرسلها ولي العهد المصري حينذاك إلي حبيبته الفرنسية، والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجل أن يعيش معها.
ونشر موقع "فاروق الأول" نص الخطاب الأول من الأمير كمال الدين حسين إلى حبيبته الفرنسية وكان بتاريخ 3 أبريل عام 1915 وكتب لها: "أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك.. القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير.. ، المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك .. إنني أكره كل شيء حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي السلطان حسين كامل عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده.. أي سخافة هذه، إن معنى ذلك أن أفتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء وأين أشاء..، وحين قلت له (لا)، ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكن أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة، حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير وأشعر أنني عبد، أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك، إن قيام الحرب لا يمنعني أن أترك مصر وأحضر إليك خصيصا لأعانقك".

الحب أفضل من العرش

في عام 2018 قررت الأميرة اليابانية "أياكو"، (29 عاما) وحفيدة الإمبراطور أكيهيتو، الزواج من زميل دراستها كي موريا، وهو بتعريف القانون الإمبراطوري السائد، في اليابان أحد العامة، ولا يجوز للأميرة الزواج به، وإذا فعلت ذلك تفقد لقبها وواجباتها الإمبراطورية.

وتنازلت الأميرة عن لقبها يعني أيضا تنازلها عن مليون دولار مخصصة لها نظير فقدان لقبها الملكي عند عقد زواجها.

ويقضي القانون الياباني الذي يقصر ولاية العرش الإمبراطوري على الذكور بحرمان إناث عائلة الإمبراطور من ألقابهن في حالة زواجهن من العامة.
ورغم تخلي الأميرة عن لقبها ومهامها، فإن وضعها كان مختلفا، فقد احتفظت بمكانتها كرئيس فخري للجمعية الكندية اليابانية واتحاد طلاب الكلية البحرية.

النهاية لا تكون سعيدة دائما

لنفس الأسباب السابقة تخلت الأميرة ابولراتانا راجاكانيا وهي إحدى أفراد العائلة الملكية التايلندية، عن ألقابها الملكية من أجل حبها لرجل من العامة، وهو بيتر جنسن، أمريكي الجنسية وكان زميلا لها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكان ذلك في عام 1972.
وعاشت الأميرة السابقة مع زوجها في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 26 عاما، حتى طلاقها منه في عام 1998.
مناقشة