مسؤول بهيئة الأسرى: إسرائيل تنصلت من وعودها والمعتقلون ذاهبون لإضراب مفتوح عن الطعام

قال عبدالناصر فروانة، عضو لجنة إدراة هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعيشون ظروفا صعبة ويتعرضون لحملة منظمة ومتصاعدة من الضغط والقمع والتنكيل منذ عملية الهروب من نفق سجن جلبوع في السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي.
Sputnik
وأضاف فراونة خلال حديثه لـ "سبوتنيك" أن إسرائيل لا تزال تعيش واقع الصدمة مما حدث، ولم تستوعب ما جرى هناك، وتعاني آثاره وأعراض ما بعد الصدمة، وماضية بإجراءاتها القمعية ليس بحق من نجحوا بالهرب فقط وإنما بحق كافة الأسرى.
ويرى المسؤول الفلسطيني أن آثار الهزيمة التي لحقت بإسرائيل جراء هذه العملية لا تزال قائمة، وتحاول إدارة السجون تبديل صورة "المنتصر" التي رسمها هؤلاء الأبطال بأظافرهم ومعالقهم، وكسر إرادتهم وبث روح الإحباط واليأس لدى الأسرى جميعا حتى لا تتكرر المحاولة، وسعيا منها لاستعادة هيبتها وتعزيز سيطرتها وتمرير سياساتها.
وأكد أن إدارة السجون الإسرائيلية تنصلت بضغط أمني وسياسي من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون في وقت سابق والذي يقضي بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية الهروب، وعادت وصعدت في الفترة الماضية من إجراءاتها الخطيرة بحق الأسرى، فالاقتحامات اتسعت، والعزل الانفرادي مستمر والأسرى الـ 6 بشكل خاص ما زالوا يعيشون ظروفا قاسية في العزل الانفرادي.
نادي الأسير الفلسطيني يعلن عن حملة "الحياة حق" لـ "فضح" جرائم إسرائيل بحق الأسرى المرضى
وشهدت فترة ما بعد هروب أسرى سجن جلبوع ارتفاع وتيرة فرض العقوبات ومصادرة أبسط الأدوات وآخرها كان يوم أمس بفرض غرامات مالية باهظة على الأسرى في سجن "هداريم" تحت ذرائع مختلفة، هذا إلى جانب استمرار تردي الأوضاع الصحية والإهمال الطبي المتعمد وتدهور الحالات الصحية لعدد من الأسرى وخاصة الأسير ناصر أبو حميد الذي يعاني من مرض السرطان وحالته خطيرة جدا.
وتابع: "يواصل المعتقلون الإداريون مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية لليوم الـ 49 كخطوة احتجاجية على اعتقالهم التعسفي واستمرار احتجازهم دون تهمة أو محاكمة، في ظل هذا التصعيد الخطير والذي يطال كل شيء ويفاقم من معاناة الأسرى والمعتقلين".
ولفت فروانة إلى أن الأسرى قرروا بتوافق جماعي التصدي ومواجهة إدارة السجون دفاعًا عن كرامتهم وعن حقوقهم، واتخذوا خطوات احتجاجية عديدة وأضربوا عن الطعام بشكل جزئي والحراك النضالي مستمر وخطواتهم النضالية متدحرجة ولربما يذهبون إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، في حال أصرت إدارة السجون على مواقفها وواصلت إجراءاتها ولم تستجب لمطالب الأسرى الإسانية التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية.
وبين أن "الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وأي تصعيد داخل السجون، سينعكس على الخارج وسيؤثر بالتأكيد على الأوضاع خارج السجون؛ فالشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أسراه ولن يسمح لإدارة السجون بالاستفراد بهم والاستقواء عليهم".
وشدد فروانة على أن الهيئة تنظر بخطورة بالغة لسوء الأوضاع والتصعيد الذي يتعرض له الأسرى والمعتقلون العزل، محملًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حالة التوتر السائدة في السجون، وما يمكن أن يترتب على ذلك جراء إصرارها على الاستمرار في إجراءاتها القمعية، مؤكدًا أن انتفاضة الأسرى مستمرة، والأوضاع تسير نحو الانفجار.
وعن المسيرات المتوقع خروجها تنديدًا بأوضاع الأسرى ودعمًا لهم، قال: "على مر التاريخ كان هناك صدى لصوت الأسرى ونداءاتهم بين أبناء شعبهم، ودائما شعبهم يقف لجانبهم ويساندهم، تأكيدًا على وقوفه لجانبهم ودعما لحقوقهم، وفي هذا الإطار ينظم الفعاليات والمسيرات والوقفات الداعمة والمساندة لخطواتهم ويعرض قضيتهم وملفاتهم أمام المؤسسات الدولية، وخلال الفترة الماضية شهدت الأراضي الفلسطينية الكثير من الفعاليات المساندة، واليوم الجمعة ستشهد الأراضي الفلسطينية فعاليات أخرى تلبية لدعوة الأسرى، منها الصلاة أمام الصليب الأحمر، يعقبها مؤتمرا صحفيا للفصائل الفلسطينية".
وأدى عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة اليوم أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة تضامناً مع الأسرى في سجون إسرائيل.
وكانت الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، قد دعت الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات غضب، يوم الجمعة، تضامنا مع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، في ظل الإجراءات الأخيرة من قبل مصلحة السجون بحقهم.
الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية يشرعون بخطوات تصعيدية
وطالبت الحركة في بيان لها أمس، وزارة الأوقاف وخطباء المساجد بتخصيص خطبة الجمعة، للحديث عن الأسرى وانتفاضتهم ومعاناتهم.
وأكدت الحركة الأسيرة أن معركتها لن تتوقف إلا بتراجع إدارة السجون عن إجراءاتها القمعية، والتي تهدف للتنكيل بالأسرى، ومحاولة كسر إرادتهم.
وتفرض مصلحة السجون الإسرائيلية، سياسات "التنقلات والعزل والتفتيشات" بشكل مستمر في إجراءات تصعيدية خطيرة ضد الأسرى.
وتشهد السجون حالة من التوتر، وأعلنت الحركة الأسيرة عن سلسلة خطوات احتجاجية، بعد إقدام إدارة السجون الإسرائيلية على تقليص المدة التي يقضيها الأسرى في ساحة "الفورة"، وتحديد عدد الأسرى الذين يسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة.
مناقشة