أعلنت السلطات الأفغانية، صباح اليوم الجمعة، فشل محاولات وجهود عناصر الإنقاذ في انتشال الطفل حيدر البالغ من العمر 5 سنوات، إثر سقوطه في بئر مظلمة عمقها 25 مترا.
ونقلت "سبوتنيك" عن مصادر محلية، أمس اليوم الخميس، إن الطفل حيدر، الذي سقط في بئر في محافظة زابل جنوب شرقي البلاد، منذ يوم الثلاثاء الماضي، "كان لا يزال على قيد الحياة، ولديه إمكانية الوصول إلى الأكسجين والطعام؛ لكن حالته ليست جيدة"، إلا أن السلطات أعلنت، صباح اليوم، فشل عمليات الإنقاذ التي استمرت طوال ليل الخميس والساعات الأولى من الجمعة.
وأضافت المصادر أنه "تم حفر بئر أخرى، أمس، بالقرب من موقع سقوط الطفل؛ لكن المسؤولين المحليين لم يتمكنوا من إنقاذه، حتى اللحظة".
وصرح مسؤولون في الداخلية أن الأرض الصخرية الوعرة كانت سبب في عدم تقدم عمليات الانتشال، ليعلنوا وفاة الطفل حيدر وسط حزن كبير يعم البلاد.
وكشف المسؤولون أن الطفل سقط في قاع هذه البئر الترابية في قرية شوكاك في ولاية زابل على بعد 400 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الأفغانية، واستمرت عمليات الإنقاذ طوال الليل، لكن فريق الإنقاذ اصطدم بعقبة جديدة وهي صخرة منعته من الاستمرار في الحفر بشكل أعمق، وخشي فريق الإنقاذ من تساقط الغبار على الطفل الصغير ووفاته، لذلك عمل الفريق بحذر بالغ.
وصرّح الحاج عبد الهادي، جد حيدر، لوسائل إعلام، بأن حفيده سقط في البئر في الوقت الذي كان يساعد فيه راشدين على حفره في قريتهم التي تعاني الجفاف، وانزلق حيدر في الحفرة التي يبلغ عمقها 25 مترا، وتم سحبه بواسطة حبل إلى عمق نحو 10 أمتار حيث علق.
وكشفت مقاطع فيديو وصور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الطفل الصغير وهو يرتدي سترة زرقاء عالقا في وضع الجلوس بالبئر، ويسند كتفيه على الحائط، وكان يحرك ذراعيه والجزء العلوي من جسمه.
وحاول فريق الإنقاذ فتح خندق كبير مائل في الأرض، بواسطة الحفارات الكبيرة، لكي يتمكنوا من الوصول إلى المكان الذي علق فيه حيدر، لكن دون جدوى.
وكان الأهالي ناشدوا المسؤولين بتوفير معدات حديثة، لإخراج الطفل الذي تسوء حالته، على الرغم من توصيل الطعام له، واستطاعته استنشاق الهواء؛ وحتى لا تكرر مأساة الطفل المغربي ريان، الذي تم انتشال جثمانه من بئر عميقة.
من جانبه، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان (الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية)، محمد نعيم وردك، أمس الخميس، عبر وسائل التواصل: "عمليات إنقاذ حيدر جان في محافظة زابل أفغانستان، جارية. المسؤولون يعملون لإنقاذه. وبما أن البئر عميقة وضيقة، فلا بد من حفر بئر أخرى، بجانب البئر القديمة".
وأضاف المسؤول في طالبان: "للأسف المأساة نفسها حدثت لريان، قبل أيام، في المغرب الشقيقة. ومن المتوقع إنقاذ الطفل، إن شاء الله .. دعواتكم".
وكان آلاف المغاربة شيعوا، في الثاني من الشهر الجاري، جثمان الطفل ريان، الذي تم انتشاله من بئر عميقة، في ضواحي شفشاون شمالي المملكة؛ بعد أن ظل عالقا، لمدة خمسة أيام.
وحظيت محنة الطفل ريان بتعاطف شعبي ورسمي كبيرين؛ وتابعتها وسائل الإعلام العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي.