قام الباحثون في "حديقة حيوان الدي إن أي" في أستراليا "DNA Zoo " بتحديد جينوم "numbat" (آكل النمل الأبيض) لأول مرة، الأمر الذي اعتبر إنجازا كبيرا بحد ذاته، حيث يسهم في تحسين جهود الحفاظ على الجرابيات الآكلة للنمل الأبيض، والتي لا توجد الآن إلا في مناطق صغيرة جدا من غرب أستراليا.
ولكن عند الإعلان عن هذا الإنجاز الكبير، الأسبوع الماضي، كان لدى العلماء أيضا اقتراح غير عادي، وهو استخدام جينوم "DNA numbat" كمخطط لإعادة ابن عمه المنقرض، وهو النمر التسماني المنقرض.
ومات آخر نمر تسماني معروف في عام 1936، وحفظ له عدة صور ومقطع فيديو وحيد ونادر سجل في تلك الحقبة، حيث عاش في مناطق براري أستراليا، ولا يزال يشكل اختفاؤه لغزا يحير العلماء وأحيكت حوله الكثير من الأساطير والقصص بحسب المقال المنشور في "theguardian".
طرق مختلفة يحاول من خلالها العلماء إعادة الأصناف المنقرضة
وتتمثل إحدى الطرق التي يقوم من خلالها العلماء بإعادة أحد الأصناف من الانقراض، عن طريق أخذ جينوم أحد الأنواع الحية وتعديل الحمض النووي الخاص به ليكون أقرب إلى مثيله من صنف قريب منقرض.
لكن تتطلب الخطوة الأولى في هذه العملية وجود مخطط جيني سليم للحيوان المنقرض، كما يقول البروفيسور أندرو باسك، من جامعة ملبورن. حيث قام فريق باسك، في عام 2007، بوضع تسلسل جينوم النمور التسمانية من العينة الأخيرة الموجودة في مجموعة متاحف فيكتوريا.
اكتشاف جينوم الـ"numbat"، أو آكل النمل الأبيض، مفيد جدا لأن هذه الجرابيات امتلكت مع النمور التسمانية المنقرضة سلفا مشتركا عاش منذ حوالي 35 إلى 41 مليون سنة.
وبحسب بارويندر كور، مدير حديقة حيوان الدي إن أي في أستراليا وأستاذ مشارك في جامعة أستراليا الغربية، يشترك الحيوانان في نحو 95% من الحمض النووي، لذلك يمكن استخدام جينوم الجرابي الحي كمرجع لملء الفجوات لدى النمور التسمانية، والتي "ليس لدينا مخطط كامل لها".
وينتمي النوعان إلى ترتيب الحيوانات من فئة "Dasyuromoriffon"، والذي يشمل أيضًا معظم الجرابيات آكلة اللحوم في أستراليا، مثل شياطين تسمانيا وغيرها.
تجارب قليلة كادت أن تنجح
لكن هناك طريقة أخرى لإعادة الأنواع من الموت وهي استنساخها، مثل النعجة دوللي، باستخدام طريقة تسمى نقل نواة الخلية الجسدية. تتضمن العملية أخذ نواة مع البنية التي تحتوي على الجينوم من خلية حيوان منقرض وإدخالها في بيضة من نوع حي قريب، تمت إزالة نواتها.
وهي عملية تعتمد على وجود خلايا سليمة من الأنواع المنقرضة، لذا فهي عملية ممكنة فقط عندما يموت آخر حيوان قبل وقت قصير، الأمر الذي ينطبق على النمور التسمانية، بسبب وجود بقايا محفوظة.
واستخدم العلماء بالفعل هذه التقنية بنجاح (الذي لم يدم طويلا) في عام 2003، عندما استنسخ الباحثون وعل البرانس، وهو نوع فرعي من الماعز البري الإيبري الذي انقرض عندما قُتلت سيليا، آخر فرد على قيد الحياة، بسبب سقوط شجرة. حيث نجح الفريق في استنساخ سيليا لعدة دقائق، قبل أن يموت الحيوان حديث الولادة بسبب عيب في الرئة.
النمر التسماني قد يعود قريبا لكنه يحتاج لبعض الوقت
يعتقد باسك أن النمور التسمانية هي واحدة من أفضل المرشحين لجهود التخلص من الانقراض لأن هناك أسبابا بيئية سليمة لإعادتها، حيث تلعب هذه النمور دورا مهما في استقرار النظم البيئية.
"سيستغرق الأمر مئات السنين حتى نتمكن من القيام بذلك باستخدام تقنيتنا الحالية. وبالتالي، لأن أي إزالة للانقراض عبر هذه العملية (الاستنساخ أو غيرها) ستشمل إعطاء الأولوية لتسلسلات الحمض النووي التي يجب استهدافها، مما ينتج عنه جينوم حيواني معدل جينيًا لا يتطابق تمامًا مع الجينوم المنقرض، نحتاج بعد ذلك إلى أن نكون قادرين على تحويل خلية جرابية تحتوي على الحمض النووي إلى جرابي حي، ولم يتم تطوير هذه التكنولوجيا بعد أيضًا".
ويتابع: "نريد أن نقوم بهذا العمل من أجل فوائد الحفظ في الوقت الحالي للجرابيات، هذا سيوفر يومًا ما الأساس الذي سنحتاجه إذا أردنا التفكير في إعادة النمور التسمانية".