المشروع الجديد كشف عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أمس الأحد، خلال زيارة له للدوحة، حيث أكد أن هذا المشروع سيتم تجسيده قبل نهاية العام الجاري.
وكشف الرئيس الجزائري عن بدء محادثات بشأن مساهمة قطرية في مشروع حيوي لتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية، ومدها إلى كل مدن تمنراست وأدرار أقصى جنوبي البلاد.
وتتزامن زيارة تبون للدوحة مع انعقاد القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستعقد في العاصمة القطرية الأسبوع الجاري.
أكبر مستثمر بالجزائر
وتعد قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، حيث تقدر الاستثمارات القطرية بنحو 74 بالمئة، بحسب تصريحات رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة الطيب شباب لوكالة الأنباء القطرية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدي في عام 2020 نحو 36.13 مليون دولار.
من ناحيته، قال المستشار السابق برئاسة الجمهورية الجزائرية والخبير الاقتصادي، عبد المالك سراي، إن الخط الجديد يعد فرصة كبيرة بالنسبة للصادرات الجزائرية، وكذلك بالنسبة لعملية الاستيراد.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن السياسة الجديدة في الجزائر تهدف لزيادة أسطول النقل البحري، نظرا لكم عمليات الاستيراد من عدة دول منها روسيا وأوكرانيا وفرنسا، التي تزيد من تكلفة النقل بدرجة كبيرة.
استراتيجية الجزائر
وأوضح أن الخط مع قطر يمكن الاستفادة المتبادلة منه للجزائر وقطر بمحيطها، في ظل الاستراتيجية الجزائرية التي تهدف للانفتاح بدرجة كبيرة على العالم العربي.
إمكانية نقل الغاز القطري
ويرى المستشار السابق برئاسة الجمهورية، أن الخط الجديد مع قطر يمكن استخدامه في نقل الغاز من قطر إلى أوروبا عبر الجزائر، خاصة وأن الأخيرة لديها خبرات طويلة في عملية نقل الغاز، إضافة إلى أن قطر والجزائر تمتلكان حصة كبيرة من إنتاج الغاز التي تحتاج إليه أوروبا في ظل التوترات الراهنة.
وشدد على أن احتمالية نقل الغاز من قطر واردة في وقت قريب، خاصة أن الأمر يحتاج للخبرة التي تملكها الجزائر وبعض الإمكانيات المالية، وأن الخط الجديد يمكن استخدامه سريعا.
وأكد أن الجزائر أصبحت مطلوبة بدرجة كبيرة بشأن عملية نقل وصناعة الغاز، وأن هناك مطالب من العديد من الدول الأوروبية بنقل الغاز إليها عبر الجزائر.
وكشف المستشار عن توجه الجزائر لافتتاح مطارات جديدة من أجل نمو قطاع النقل باتجاه الجانب العربي والإفريقي.
تعزيز التعاون الثنائي
في الإطار ذاته قال البرلماني والخبير الاقتصادي الجزائري، بريش عبد القادر، إن الخط الجديد يمكن استثماره في نقل البضائع أو لنقل المسافرين بمناسبة كأس العالم المنظم بقطر 2022.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخط يعزز توفير الدعم اللوجستي والنقل وزيادة التبادل التجاري ويسمح بسيولة أكثر في تدفق السلع وزيادة الصادرات خارج المحروقات، وخاصة الصادرات من السلع الزراعية الطازجة التي تحتاجها السوق القطرية.
وفيما يتعلق بإمكانية نقل الغاز القطري باتجاه الجزائر، أوضح أن الأمر يخضع لترتيبات خاصة نظرا لخصوصية نقل الغاز ومدى توفر الناقلات الخاصة بذلك، في حين أن الأمر مرتبط بالعقود في مجال تصدير الغاز.
عراقيل أمام نقل الغاز
في الإطار، قال الخبير الاقتصادي الجزائري سواهلية أحمد، إن الخط البحري له انعكاسات إيجابية على التبادل التجاري بين البلدين في المقام الأول.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن نقل الغاز من قطر عبر الخط البحري الجديد مستبعد بدرجة كبيرة، خاصة في ظل التكلفة العالية لعملية النقل عبر هذا الخط، وأنه غير مقبول لعدم الجدوى الاقتصادية منه.
وأوضح أنه لا يمكن للغاز القطري أو الجزائري أن يحل محل الغاز الروسي إلى أوروبا، نظرا للعديد من العوامل المرتبطة بقدرة الإنتاج وعمليات النقل وغيرها.
ويرى أن الخط يمكن الاستفادة منه في إطار زيادة التبادل التجاري مع الدول الخليجية، والانفتاح على العالم العربي.
ويعد مشروع "بلارة الجزائري القطري للصلب" من أبرز الاستثمارات القطرية بالجزائر، بولاية جيجل، الواقعة شمال شرقي الجزائر العاصمة، على مساحة تبلغ نحو 216 هكتارا، وبتكلفة ملياري دولار.
فيما تسعى الدوحة لزيادة استثماراتها في قطر خلال الفترة المقبلة.