وأظهرت الأبحاث والدراسات التي أجرتها مجموعة الآثاريين الأتراك على الحطام والموجودات، ونشرت نتائجها في مجلة "علم الآثار والاثنوغرافيا التركية"، أن الحطام يرجع للعصر الروماني، ويعود لسفينة مملوكة لبحّارة من جزيرة "رودس".
وقال هارون أوزداش، نائب مدير معهد العلوم والتقنيات البحرية بجامعة 9 أيلول التركية ورئيس مشروع البحث، إن مجموعة من الآثاريين الأتراك، العاملين ضمن مشروع "التراث الأزق: الممتلكات التركية من حطام السفينة"، وضعوا خرائط للتراث الثقافي المغمور في السواحل التركية، وفق وكالة "الأناضول".
وأضاف أن الأبحاث التي أجرتها مجموعة الآثاريين في منطقة خليج فتحية، مكنتهم من الوصول إلى حطام سفينة ترجع لبحارة من جزيرة رودس.
وتابع: "الحطام يعود إلى نهاية القرن الثالث الميلادي، ويرجع لسفينة كانت محملة بأمفورات، رصدنا خلال الأبحاث وأعمال المسح تحت الماء أكواماً على بعد حوالي 20 متراً من الشاطئ".
وأردف: "بدا هذا الاكتشاف على شكل أكوام من الحطام على عمق 28 مترًا تحت سطح الماء، لنكتشف لاحقًا أكوامًا من أمفورات موجودة على منحدر يتراوح عمقه بين 30 و 38 مترًا".
وأوضح أن الدراسات على أمفورات أظهرت أن إنتاجها جرى في جزيرة رودس في العصر الروماني أواخر القرن الثالث الميلادي، وقد توقف إنتاج هذا النوع من أمفورات بعد ذلك القرن.
وذكر أوزداش أن الحطام يشير إلى أن طول السفينة التجارية، كان يتراوح بين 20 و30 متراً، وأن الآثاريين يعتقدون بأن تحطمها كان بسبب عاصفة ضربت المنطقة.
وأفاد أن هذا النوع من السفن التجارية كان يعمل في تلك الفترة من خلال طاقم مكون من 6 أفراد، بمن فيهم القبطان، وأن جزيرة رودس كانت ميناءً رئيسيًا في المنطقة آنذاك، وكانت تسيطر على حركة التجارة في البر الرئيسي للأناضول وجزر بحر إيجة.
ونوه هارون أوزداش بأن أعمال المسح التي أجريت في المنطقة أظهرت وجود مرسى داخل خليج فتحية، حيث تم العثور في بقية مناطق الخليج على أكثر من 4 آلاف مرساة.
وخلال أعمال البحث والتنقيب في الحطام الموجود على منحدر بحري بعمق 28 إلى 38 مترًا تحت سطح الماء، عثر علماء الآثار على جرار خزفية تعرف باسم "أمفورات" كانت تستخدم لنقل المنتجات التجارية.