تضم المجموعة الرباعية الجديدة كل من الجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا، فيما يثير وجود الأخيرة تساؤلات أخرى بشأن ما إن كانت الخطوة تؤثر على العلاقات "المصرية- الجزائرية" على خلفية أزمة سد النهضة، أو أن الجزائر يمكن أن تستثمر الخطوة لصالح حل القضية.
التحالف الجديد دعا إلى التشاور والتنسيق من أجل حلول عملية وفعالة لمختلف القضايا التي تواجه القارة الأفريقية.
من ناحيته قال الدكتور رشيد علوش الباحث في الشؤون الاستراتيجية الجزائري، إن المجموعة الجديدة هي تنسيقية تشبه لحد ما آلية حكماء القارة التي كانت موجودة سابقا، والتي ساهمت بشكل إيجابي في حل العديد من الأزمات الداخلية التي شهدتها القارة.
مبادرة إثيوبية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: "المجموعة الجديدة تأسست بمبادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على هامش القمة السادسة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأن هذه الخطوة تظهر أهداف المجموعة الجديدة من حيث العمل على تنسيق وتوحيد صوت القارة على المستوى الخارجي، بهدف تبني تصور استباقي للتعبير عن مصالح دول الاتحاد، بأفرقة حل مشاكل القارة في معالجة الأزمات التي تواجهها دول القارة ومن ثم الوصول للهدف الأساسي من تأسيس المجموعة".
ويرى أن المجموعة أخذت بعين الاعتبار التوزيع الجغرافي لدول القارة (جنوب أفريقيا من جنوب القارة، الجزائر شمال أفريقيا، نيجيريا غرب أفريقيا، إثيوبيا شرق أفريقيا) من خلال العمل على تبني رؤية موحدة لدول القارة عند تعاملها مع المنظمات الدولية.
سياسة جديدة
وأشار إلى أنه عند مخاطبة الدول الكبرى روسيا، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع بداية بروز مؤشرات لتضارب مصالح الدول الكبرى في القارة عند تعاملها مع القوى الخارجية، خاصة مع اتجاه دول أفريقية لدعم سياسات دول معينة داخل القارة وآخرها القرار المنفرد لمفوض الاتحاد الأفريقي منح "إسرائيل" صفة عضو مراقب في الاتحاد دون العودة للإجراءات اللازمة التي حددها ميثاق الاتحاد الأفريقي، وهو الأمر الذي أحدث نوعا من الانقسام في مواقف الدول الإفريقية.
بحسب الخبير فإن أحد الأهداف من تأسيس المجموعة يرتبط بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن الاتحاد الإفريقي، خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع القوى الخارجية.
وبحسب الباحث الجزائري، فإن الهدف الرئيسي من المجموعة لا يتعلق بالأزمات الداخلية بين الدول الأفريقية، وإنما التعامل مع المخاطر والقوى الخارجية التي تدخل إلى القارة، خاصة في ظل انقسامات داخلية تجاه سياسات العديد من الدول الأفريقية.
علاقة قضية سد النهضة
ويرى أن وجود الجزائر مع إثيوبيا ضمن المجموعة لن يؤثر على قضية سد النهضة، وأن الجزائر تدافع عن مصالح مصر داخل الاتحاد الأفريقي أو خارجه، ما يعني أن العلاقات بين مصر والجزائر لن تتأثر.
من ناحيتها قالت حدة حزام المحللة السياسية الجزائرية، إن المجموعة الحالية يجب أن تنضم لها العديد من الدول الأخرى، خاصة أن العديد من الدول الأفريقية لم تحصل على استقلالها.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن القارة بحاجة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والقرار السياسي، خاصة أن ثروات القارة مطمع للعديد من القوى الاستعمارية السابقة.
وترى حزام أن اقتصار المجموعة على الدول الأربع يعود لمساعي التحالف للوقوف أمام التوغل الإسرائيلي في القارة، خاصة أن تل أبيب تريد أن تخلف الدول الاستعمارية السابقة.
وساطة جزائرية
وأشارت إلى أن وجود إثيوبيا في المجموعة إلى جوار الجزائر، لن يؤثر على العلاقات بين مصر والجزائر، خاصة أن وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، أكد خلال زيارته الأخيرة إلى إثيوبيا على حق مصر في مياه النيل، وسعت الجزائر للقيام بوساطة في الأزمة بين البلدين.
وشدد قادة المجموعة على الحاجة إلى "تعزيز دور هذا التحالف داخل الاتحاد الأفريقي كمنصة للجمع بين البلدان الأفريقية، وتنسيق الإجراءات وردود الفعل حول قضايا القارة بطريقة أكثر استباقية إلى جانب النظر في كيفية تنفيذ القرارات الصادرة عن الاتحاد الإفريقي بشكل أفضل".