زيارة رئيسي وافتتاح مكتب تجاري...هل يقود التعاون الإيراني القطري لمصالحة مع السعودية؟

في خضم المساعي الإيرانية للتقارب مع دول الخليج، لا سيما السعودية، أبرمت طهران اتفاقيات تجارية مهمة مع الدوحة، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى قطر.
Sputnik
وكان الرئيس الإيراني أكد، عقب لقائه بأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن الجانبين اتفقا على انتهاز الفرص التي تمتلكها البلدان، لتوسيع نطاق العلاقات والتعاون بينهما، وكذلك بين إيران ودول الخليج.
العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس
إيران: نحن على اتصال بطرفي الصراع وشددنا على أن أمن مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا
وطرح البعض تساؤلات بشأن دلالات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين قطر وإيران، وإمكانية أن تسهم الدوحة في تقريب وجهات النظر وتقود مصالحة سعودية إيرانية.
مكتب تجاري وعلاقات اقتصادية
وأعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، افتتاح مكتب تجاري لإيران في قطر، قريباً، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، أمس الأربعاء، عنه بعد العودة من زيارة لقطر، "مناقشة افتتاح المكتب التجاري الإيراني في قطر، وهو أمر يجب أن يتم قريباً، وإزالة العقبات الجمركية ومناقشة التراخيص التجارية، وتقرر أن يقوم كل من وزير التجارة الإيراني ونظيره القطري، اللذان كانا حاضرين في الاجتماعات، باتخاذ إجراءات فورية لإزالة العقبات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين".
أكد وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، رستم قاسمي، إجراء مفاوضات مع نظيره القطري على إطلاق خطوط ملاحة بحرية منتظمة بين موانئ البلدين.

أعلن مسؤول إيراني، في مطلع الأسبوع الجاري، أن بلاده تسعى لرفع حجم التبادل التجاري مع قطر إلى مليار دولار.

ونقلت وكالة "فارس" عن علي رضا بيمان باك، المدير العام لمنظمة تنمية التجارة الإيرانية، أن هناك إمكانات وفرص لدى قطر من شأنها أن تعزز التعاون التجاري بين الجانبين.
وقال المسؤول الإيراني إن حجم التبادل التجاري بين بلاده وقطر حاليا يمثل رقما ضئيلا يتراوح بين 300 الى 400 مليون دولار.
جهود قطرية
اعتبر عبد الله الخاطر، المحلل السياسي القطري أن الدوحة نجحت في أن تقود جهود الصلح على المستوى الدولي بين العديد من البلدان، وتسعى حاليًا في تقود مصالحة بين شركائها جيرانها.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الخليج بضفتيه شعب تمازج من القدم، وتوظيف قطر لإمكاناتها وقدراتها من أجل لم الشمل الخليجي- الخليجي هي مهمة تبذل فيها قطر الغالي والنفيس.
وأكد أن الدول المجاورة لإيران ودول العالم تثق في أن قطر يمكنها القيام بدور الوسيط نتيجة الخبرات المتراكمة والممارسات الأخلاقية الحكيمة وإرث المنطقة المشترك والعلاقات الحميمة مع دول المنطقة والنسيج الاجتماعي المشترك والمصالح والفرص.
أمير قطر يقول إنه ناقش محادثات فيينا مع رئيس إيران ويؤكد استعداد الدوحة لتقديم أي مساعدة
ويرى الخاطر أن إمكانية تبادل الخبرات وتبادل المنافع يقوي المنطقة ويكون غلافا مشتركا لحماية المنطقة والعالم في خضم التحولات الجذرية والخطيرة والتي تستدعي الجهود المشتركة والطاقات الكامنة لدى شعوب المنطقة.
وأشار إلى أن قطر استطاعت وسط أصعب الظروف من تطويع كل المصاعب لجعل مناخ المنطقة مناخا آمن لأهلها لتنعم أممه بالسلم والأمن وستكون شعوب المنطقة سعيده بعودة اللحمة لشعوب ودول المنطقة بعيدا عن التدخلات الخارجية.
تعزيز العلاقات الاقتصادية

بدوره قال الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، إنه بعد الحصار الذي واجهته دولة قطر من قبل الدول الخليجية والعربية فإن علاقاتها السياسية مع إيران تحسنت بشكل ملحوظ.

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "لكن العلاقات الاقتصادية لم ترق بين إيران وقطر لنفس المستوى السياسي، ويأمل الإيرانيون في افتتاح المركز التجاري في قطر لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين لترتقي لنفس المستوى السياسي القائم بينهما".
وعن موضوع المصالحة الإيرانية مع الخليج، أكد أبشناس أنها مرهونة بالمصالحة بين إيران والسعودية، والتي تشهد مباحثات سياسية قائمة بين البلدين، ومفاوضات قائمة في عدة أماكن وعلى مستويات مختلفة.
إيران: شرطان أساسيان لنجاح المحادثات مع السعودية
وأعرب المحلل الإيراني عن أمل بلاده في أن تلعب قطر دور الوسيط لحلحلة الأزمة بين طهران والرياض، إلى جانب الدور الذي تقوم به العراق وعمان ودولة الكويت.
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد زار العاصمة القطرية الدوحة، الاثنين الماضي، في أول زيارة له لدولة خليجية منذ توليه منصبه بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو/ حزيران الماضي.
وأكد رئيسي، في مؤتمر صحفي جمعه بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، سعي بلاده لتوسيع إطار التعاون والعلاقات بينها وبين دول الخليج، مشددا أن زيارته لقطر تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الأخيرة وإيران.
وأضاف أنه اتفق مع أمير قطر على أن ينتهزا الفرص التي يمتلكها بلديهما من أجل توسيع نطاق العلاقات بينهم، معربا عن حرصه على تعزيز التعاون الثنائي وتطويره إلى آفاق أرحب ونقله إلى مستويات إقليمية ودولية، بحسب الديوان الأميري القطري.
مناقشة