وحسب جريدة ذا صن البريطانية فقد كشف تحليل جديد للسلاح المكتشف في مقبرة الفرعون عام 1922 أنه تمت صناعته خارج مصر، وهو ما يدعم نظرية سابقة مفادها أن هذا الخنجر كان موهوبًا لجد الملك توت عنخ آمون من الخارج.
في عام 2016 ، قرر العلماء أن التركيب الكيميائي للخنجر مقاس 13 بوصة تُظهر أنها صُنعت بخبرة من خام الحديد، لكن التحليل الذي أجراه فريق في معهد تشيبا للتكنولوجيا في اليابان كشف أنه من المحتمل أن يكون قد صنع خارج مصر.
وصف الباحثون تحقيقهم في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة متخصصة في علوم النيازك والكواكب، مؤكدين أنهم أجروا تحليلات بالأشعة السينية للخنجر الموجود في المتحف المصري بالقاهرة، وأظهرت النتائج أن المقبض المصنوع من الذهب صُنع على ما يبدو باستخدام مادة لاصقة تُعرف باسم الجص الجيري.
وأكدوا أن هذه المادة لم يتم استخدامها في مصر إلا بعد ذلك بوقت طويل، ولكن تم استخدامها من قبل الحرفيين في أجزاء أخرى من العالم في ذلك الوقت.
وأشارت التحليلات إلى أن القطعة الأثرية صنعت باستخدام تقنية درجات الحرارة المنخفضة وتم تسخينها إلى أقل من 950 درجة مئوية (1742 فهرنهايت)، ويعلقون على ذلك بأنه "يلمح إلى أصله الأجنبي، ربما من ميتاني، أو من الأناضول".
وهذا التوقع يتماشى مع السجلات المصرية القديمة التي تدعي أن خنجرًا حديديًا بمقبض ذهبي كان موهوبًا من ملك ميتاني إلى أمنحتب الثالث، جد توت عنخ آمون، مما يعني أن يكون الملك الصبي قد ورث الخنجر لأنه تم نقله عبر الأسرة.
يعود تاريخ القطعة الأثرية إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتم العثور عليها في الغلاف المحيط بالفخذ الأيمن لمومياء الملك توت، وتتميز بمقبض ذهبي مزين بمقبض دائري من الكريستال الصخري، وكانت مغلفة بغمد ذهبي مزين بنمط من الزنابق والريش ورأس ابن آوى.
كانت القطع الحديدية نادرة واعتبرت أكثر قيمة من الذهب خلال العصر البرونزي وكانت في الغالب زخرفية، قد يكون هذا بسبب أن المصريين وجدوا صعوبة في التعامل مع الحديد لأن المعدن يتطلب حرارة عالية جدًا للتشكيل.
يشار إلى أن الملك توت عنخ آمون من أشهر فراعنة مصر القدماء، وقد حكم مصر منذ أكثر من 3000 سنة من عام 1332 إلى 1323 قبل الميلاد، وعرف باسم "الملك الصبي" حيث كان عمره 10 سنوات فقط عندما تولى العرش.
وعندما أصبح ملكًا تزوج أخته غير الشقيقة عنخسن باتن، لكنه توفي عن عمر يناهز 19 عامًا في ظروف غامضة، حيث يعتقد البعض أنه قد اغتيل، في حين يرى آخرون أن وفاته كانت حادثًا.
وقد اشتهر الفرعون الصبي باللعنة المفترضة التي تطارد قبره، فبعد اكتشاف المقبرة في عام 1922، توفي علماء الآثار الذين قاموا باكتشفاها، وحتى أفراد عائلاتهم، بسبب أمراض مروعة أو في حوادث غريبة، ويقول البعض إن الوفيات لم تكن مصادفة.