وأبلغ بو حبيب السفيرين الفرنسي والألماني لدى لبنان، أن موقف بلاده "ثابت ونابع عن حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خاصة وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم".
كما أبلغ الوزير اللبناني السفيرين عن امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية.
وأضاف بو حبيب، أن "الموقف اللبناني ليس موجها ضد روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كل أزمة مشابهة".
وأشار أنه التقى سفير روسيا لدى لبنان وأعرب له عن أسفه أن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية وأن هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب أن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة.
وكانت السفارة الروسية في لبنان قالت إنها فوجئت ببيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي يندد بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت السفارة أن "بيان وزارة الخارجية والمغتربين للجمهورية اللبنانية أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الأحداث، علمًا بأن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية".
وأضاف بيان السفارة: "في هذا الصدد نعلن أن أساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الأوكرانية بل حفظا للأمن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلها نظام كييف بعد تنصله من تنفيذ العديد من الاتفاقيات ولا سيما اتفاقيات مينسك".
وتابع: "إضافة إلى أن روسيا لم تشن حربا بل هي عملية خاصة تهدف إلى حماية مواطنين روس وبناء على طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف فخامة رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين باستقلالهما".
وأكد البيان أن "روسيا تسعى دوما لإرساء السلام وتعزيز الأمن ومحاربة كل الأشكال العدائية وأن يكون لكل دولة الحق في حماية أمنها القومي بما في ذلك حماية مواطنيها".
وأدان لبنان، يوم الخميس الماضي، ما وصفه بـ"اجتياح الأراضي الأوكرانية"، ودعا روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها.