وقال فضل الله، في كلمة له نقلتها قناة المنار، إن "ما صدر عن الخارجية اللبنانية حول العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني ولا عن موقف الدولة".
وأضاف أن "هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه"، متابعا: "لم نقرأ بأغلب المواقف العربية موقفا مشابه لموقف لبنان الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا دولة عضو في الناتو، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي".
وتساءل نائب "حزب الله" قائلا: "لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر ويستمعوا إلى الآراء والمواقف؟ بدأنا نرى أن هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأن مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به".
وأكمل فضل الله: "البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأمريكي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإننا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأن يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأمريكي وحلف الناتو والدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرضوه ودفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه".
وأكد أن "الإدارة الأمريكية تمارس سياسة التحريض وترفع سلاح العقوبات، بينما الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يقول إنه لن نقاتل عن أحد، ويترك المراهنين عليه ويتفرج عليهم، وهذا ما فعلوه تماما في لبنان".
وختم بالقول: "ما يحصل في بلدنا اليوم هو تحريض أمريكي للبنانيين بعضهم ضد بعض، ومحاولة استغلال الوضع الاقتصادي والمالي والدخول عليه من خلال الحصار كي تحقق الإدارة الأمريكية مكاسب سياسية، وعندما لا تحصل على ما تريده من الانتخابات النيابية، تغير موقفها وتبيع جماعتها كما فعلت في أوكرانيا".
وأدان لبنان، يوم الخميس الماضي، ما وصفه بـ"اجتياح الأراضي الأوكرانية"، ودعا روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها.
من جهتها، قالت السفارة الروسية في لبنان إنها فوجئت ببيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي يندد بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت السفارة أن "بيان وزارة الخارجية والمغتربين للجمهورية اللبنانية أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الأحداث، علمًا بأن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية".