مخيمات تاورغاء في ليبيا ومعاناة النزوح التي تجاوزت العشرة سنوات... صور

منذ عام 2011 ونازحي تاورغاء في معاناة حقيقية وألم كبير، فلم يقتصر الأمر على نزوحهم عام 2011، بل هجروا بعد حرب الجيش الليبي على الإرهاب في مدينة بنغازي في العام 2014، تاركين مخيماتهم مجددا في نزوح أكثر مرارة ولكن هذه المرة في مدارس غير مهيأة للعيش.

بلغ عدد مخيمات نازحي تاورغاء في المنطقة الشرقية في ليبيا ثمانية مخيمات، تتكون من صفيح وحاويات، لا تصلح للحياة الآدمية. رغم الوعود بحل أزمة نازحي تاورغاء ولكنها تظلُ وعود جوفاء، تأقلم النازحون على حياة النزوح والمخيمات وأصبحت حياتهم واقعا مريرا لا بد منه.

وفي حديث خاص لـ"سبوتنيك" مع المشرف العام على هذه المخيمات في المنطقة الشرقية السيد فرج أقدوره، الذي يعيش في هذا المخيم منذ شهر أكتوبر من عام 2011، وحتى هذه اللحظة قضى أكثر من عشر سنوات في هذا المخيم.

وتابع: "مررنا بظروف أكثر مرارة عندما خرجنا في نزوح آخر عام 2014 في الحرب التي خاضتها مدينة بنغازي والجيش الليبي، ضد التنظيمات الإرهابية، لجأنا للمدارس، العدد كان كبيرا خُصصت لنا أكثر من 20 مدرسة ولكنها كانت غير مُجهزة لهذه العائلات النازحة المُهجرة".

وأضاف: "عُدنا للمخيمات من جديد بعد أن حررت مدينة بنغازي، ولكننا لم نستطيع القدوم للمخيم بسبب وقوعه في مناطق الاشتباكات، الأمر الذي تطلب وقفة كبيرة لعمليات المسح والتنظيف وإزالة مخلفات الحرب والألغام".

وأشار إلى أن "هذه المخيمات تعاني من أزمات متتالية، منها نقص الأدوية والظروف الغير صحية وانتشار الحشرات والقوارض في أغلب المخيمات، نحن لا نتلقى الدعم من أحد سوى بعض المنظمات الدولية والخاصة التي تقدم لنا المساعدات بين الحين والآخر".

ويصف أقدورة حياة المخيمات بالحياة الصعبة جدا، قائلا "ولكننا تأقلمنا على العيش هنا وكونا علاقات اجتماعية كبيرة، أطفالنا الذين خرجوا في سن العشرة سنوات هم شباب الآن في سن العشرين عاما، تأقلموا على العيش هُنا، نحمد الله لأننا لسنا مستأجرين، نسكن الصفيح ولكننا نسكن مجاني".

ويصف " حياة النزوح مع الإرادة شيء جميل جدا فلقد تحصل أبني على الترتيب الأول في جامعة محمد بن علي السنوسي لعام 2021 وتحصل على إيفاد للدراسة بالخارج، لدينا عزيمة كبيرة على العيش ونتمنى ان تنتهي هذه الأزمة على خير وتستقر بلادنا في القريب".

أزمة كبيرة وأمل أكبر يتمتع به سكان هذه المخيمات ما رأيناه في وجوهم سكينة لا يتمتع بها الكثيرون متأملين أن تنهي هذه المحنة على خير.

وأثناء تجولنا بالمخيم التقينا مصطفى الهمالي، مشرف العيادات بمخيمات نازحي تاورغاء، الذي "وصف الوضع الصحي في المخيمات بالكارثي"، وأضاف "لم نتلق أي دعم محلي من القطاعات المحلية، ويوجد لدينا أطباء ولا سيارات إسعاف لدينا مخيم الحليس يقع خارج مدينة بنغازي، لا توجد به سيارة إسعاف لنقل المرضى وحالات الولادة وغيرها".

وفي هذا الإطار يقول الهمالي: "نعاني من نقص الأدوية المزمنة الهامة للمرضى ولكبار السن نحن بحاجة إلى الاهتمام في الجانب الصحي.

ظلت تاورغاء تعاني وحدها بالرغم من جميع الوعود لتوفير السكن للائق بهم، فتحت الحوارات للعودة لمدينتهم ولكنهم وصفوه بالمدينة المنكوبة ولا تصلح للعيش، طال بهم الحال في هذه المخيمات ولا نعرف إلى متى ستستمر هذه المعاناة.